المناداة بقيام دولة مدنية، ومجتمع مدني، لن يحصل تحقيقها عبر الأحلام المجنحة وبصورة سحرية سريعة (الدولة والمجتمع المدني) لن يكون سهلاً ولكن ليس صعباً كيف؟ يبدأ ذلك فعلاً بوجود قيادات تغييرية فاعلة وعملية توفر لها الإمكانات المناسبة لإحداث التغييرات المراد تحقيقها وفي إطار استراتيجية واضحة وفي زمن محدد قد يكون طويلاً نسبياً، وتأتي الخطوة الأولى وفي إرساء قواعد ثابتة ومتينة لاستقرار اقتصادي مستمر ينعكس على استقرار حياة المجتمع ككل وتلي هذه الخطوة خطوة تالية تستهدف أفراد التجمعات القبلية والبدوية في إنشاء مراكز تأهيلية وإيجاد الحوافز المشجعة لانخراط هؤلاء الأفراد فيها ومع هذه المراكز ضرورة إيجاد مدارس للناشئة ومناهج تعليمية مناسبة لغرس قيم المدنية ومع هذا التأهيل تأتي الأهمية القصوى في وجود معامل متعددة لاستيعاب العناصر المتخرجة من تلك المراكز ويصاحب ذلك حملات تنويرية بأهمية العمل، وعبر وسائل إعلامية مؤثرة لإيصال رسائلها إلى هذه التجمعات القبلية وبصورة مخطط لها فالقبيلي والبدوي معاً حينما يتعاملان مع الآلة يتحولان تدريجياً إلى المدنية. فتعامل القبيلي مع الآلة تجعل مسألة التحول إلى المدنية ممكنة التحقق وفي ظل اقتصاد مستقر حتماً سيأتي الاستقرار الأمني واستقرار مختلف الأوضاع الأخرى كانعكاس طبيعي للاستقرار الاقتصادي. وفي ظل هذا الإطار الافتراضي الذي طرحناه كضرورة مهمة ليس بالضرورة أن يأتي كاملاً 100 % ولكن المسألة تظل نسبية. والسؤال الذي نطرحه في هذا الاتجاه هو : هل هناك مؤثرات بسيطة لإعطاء الأمل، في البدء بالعمل صوب إنجاز الدولة المدنية والمجتمع المدني؟ وهل هناك إمكان لإحداث استقرار نسبي للاقتصاد؟ وهل وهل إلى غير ذلك من الأسئلة القلقة والمقلقة لكل من يطمح بوجود دولة مدنية ومجتمع مدني على هذا الوطن؟ نحن لا نملك الإجابة الجاهزة لكل هذه الأسئلة التي طرحناها لعل وعسى أن يأتي وقت وتتحقق فيه أحلامنا وسنبقى منتظرين للقادم فلا نملك إلا الانتظار والترقب لما سيأتي!! ومضة شعرية : سلام على زهرة باكراً تنشر عطرها في الهواء لصبح بهي أريجاً وحباً إلينا سيأتي إلينا سيأتي