يندهش الإنسان منا عندما يسمع ويقرأ ما يقال هنا وهناك عن بلادنا اليمن ، وما يمر به الوطن من ظروف صعبة سياسية واقتصادية واجتماعية نتائج تراكمات الماضي وسلبياته، نندهش عندما نسمع الكم الهائل من الأكاذيب والمغالطات والضحك على عقول البسطاء من الناس وما تصور لهم تلك الأكاذيب من أن اليمن يتجه نحو الهاوية لا محالة، وان كل الجهود والتضحيات التي بذلت والأرواح التي أزهقت منذ ثورة 11 فبراير 2011م مروراً بالمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ونجاح مؤتمر الحوار الوطني و التوقيع على مخرجاته والتوقيع على الأقاليم الستة وما سيأتي من خطوات هامة لاحقة مثل إعداد دستور جديد لليمن وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية كل ذلك بنظرهم وطبقا لأكاذيبهم فاشل ولن يكلل بالنجاح. وإننا لنتساءل لماذا كل ذلك الكذب والخداع؟ ومن المستفيد من نشر ثقافة الإحباط عند الناس؟ على الجميع أن يعرفوا أن هناك مبادرة خليجيه وآلية مزمنة لها وبموجبها تسير أمور الدولة وقوانينها ولوائحها وهذا تعرفه جميع المكونات السياسية الموقعة عليها. بمعنى آخر كل ما يجري داخل الدولة اليمنية اليوم يجري طبقا للتوافق بين كل المكونات السياسية وموافقتها وتوقيعها. فلماذا المزايدات والمكابدات ونشر الأكاذيب على الناس ؟.. الحقيقة هي أن أية أخطاء تتم اليوم أو تجاوزات أو سلبيات لا يمكن أن تكون من قبل طرف واحد بعينه والمسؤولية مشتركة من الجميع اقصد جميع الموقعين على المبادرة الخليجية . فلماذا إذا نشر الأكاذيب والمغالطات على الناس وأن بعض الأطراف هي المسئولة وأن فلاناً افضل من فلان، على الناس أن تدرك انه بموجب المبادرة الخليجية الجميع مسئول عن ما يحدث لليمن اليوم بسبب التوافق بين الأطراف السياسية فمثلاً المخربون لأنابيب النفط وأبراج الكهرباء لماذا لا يتم التدخل القوي من الدولة لردعهم ؟ لأنهم يدارون من قبل أحد الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية وأن التوافق لا يسمح الآن بالتدخل القوي من قبل الدولة لأنها دولة توافق، ومثل آخر لماذا تزايد انتشار الحركة الحوثية المسلحة وزادت قوتها إلى هذا الحد ؟ ولماذا لا يتم التعامل معها بحسم وسرعة؟ الإجابة بسبب ذلك التوافق القاتل، هذا التوافق برعاية المجتمع الدولي والإقليمي ولن يسمحوا لأحد يحدث تجاوزات لهذا التوافق، هذا معروف لدى الجميع وخاصة هؤلاء المرجفين والمغالطين من أصحاب النظارات السوداء على هؤلاء المرجفين أن يعرفوا أن الشعب اليمني لن تنطلي عليه أكاذيبهم وخداعهم لأن الأمور واضحة للعيان والدليل على ذلك أن الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية تمر من نجاح إلى نجاح وكما خطط لها رغم محاولاتهم عرقلة نجاحها فمؤتمر الحوار الوطني نجح وقدم مخرجات ناجحة وموقع عليها واتفق اليمنيون على دولة اتحادية من ستة أقاليم وقريبا سيعلن الدستور الجديد وسيتم الدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية كما خطط لها. فما الذي تزايدون عليه أيها المرجفون ؟ نحن نعلم انه كلما نجحت خطوة وتم الانتقال إلى الخطوة التالية زاد بالمقابل كذبكم وخداعكم ، فاليمن اليوم تسير من نجاح إلى نجاح في تحقيق ما اتفق عليه اليمنيون للخروج من أزمتهم المعقدة شئتم أم أبيتم ، صحيح هناك اختلالات أمنية وهناك ظروف اقتصادية صعبة ، وهناك معاناة لليمنيين جميعا كل ذلك نعم موجود ولكن يجب أن يتحمل هذا الشعب كل ذلك إذا أراد الخروج في نهاية المطاف بدولة مدنية حديثة ، المهم اليوم هو إتمام تنفيذ المبادرة الخليجية وإتمام تنفيذ بقية بنودها وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإيجاد دستور جديد وانتخابات حتى يتم خلق دولة مدنية حديثة، هذه الدولة ستتصدى لكل تلك المشكلات بحزم وقوة وسوف تتصدى لفضح المرجفين والكذابين أمام الشعب بل ستعمل الدولة مستقبلاً على محاكمة كل من شارك في تخريب مؤسسات الدولة ونهب ثرواتها أمام الشعب وأمام العالم اجمع وإنا لمنتظرون ...