قبل أشهر من قيام الثورة بشمال اليمن في 26 سبتمبر 1962م؛ كانت الأحداث السياسية تعصف بالساحة اليمنية، خاصة في الجنوب حين حدّد الإنجليز أن يكون يوم 23 يوليو 1962م موعداً لبدء المحادثات في لندن بشأن ضم عدن إلى "اتحاد الجنوب العربي". إذ رفض الضم رئيس مؤتمر عدن للنقابات عبدالله الأصنج، واستنكر تحديد ذلك التاريخ الذي يعتبرونه يوماً مجيداً في التاريخ العربي «يوم قيام الثورة المصرية» وأدّى هذا التفاعل إلى الشروع بتأسيس حزب «الشعب الاشتراكي» بهدف توحيد المنطقة في دولة يمنية شعبية بعد تحرير عدن والمحميات من الاحتلال وتحرير الشمال من الإمامة. وقد علقت “فتاة الجزيرة” في عددها الصادر يوم 7/8/ 1962م على تأسيس الحزب بالقول: «هذا معناه أن الحزب الجديد يهدف إلى خلق جمهورية شعبية تتألف من أجزاء اليمن الثلاثة» والمقصود بالأجزاء الثلاثة «عدن والمحميات والشمال» وإشارة الصحيفة تلك على طريقة الاستهجان؛ لأنها كانت متبنّية الفكرة السياسية «عدن للعدنيين»..!!. التفاف الناس حول الحزب الجديد نجح في تحقيق إضراب شامل يوم 23 يوليو 1962م، ولاحقاً قرّر مجلس عدن التشريعي أن يجتمع في 24 سبتمبر 1962م لمناقشة معاهدة ضم عدن إلى الاتحاد، فتظاهر عدد من الأحزاب يقودها حزب «الشعب الاشتراكي» وزحفت في اتجاه المجلس التشريعي لإيقاف الاجتماع، فتمكّن المتظاهرون من اقتحام مبنى المجلس وإحراقه، وعلى إثر ذلك فرضت إدارة الاحتلال رقابة شديدة على الصحف حتى لا تغطّي حادثة الحريق، وتوقفت صحف عدن في اليوم التالي «25 سبتمبر» غير أن الحدث الكبير الذي عاشته صنعاء عشية 26 سبتمبر 1962م دفع الصحف في عدن إلى كسر طوق الرقابة ومعاودة الصدور، لتعلن للجماهير: «بالأمس تمكّن الأحرار في الشمال من الإطاحة بالنظام الإمامي المتوكلي وإعلان قيام نظام جمهوري تعدّدي» كما يشير إلى ذلك الباحث الدكتور علوي عبدالله طاهر. وقبل ثورة 14 أكتوبر 1963م كانت تصدر من عدن أكثر من 30 صحيفة، أبرزها التي أوردناها سابقاً، إضافة إلى صدور أربع صحف ناطقة باللغة الإنجليزية: 1 - Evening Glow 2 - Aden Observer 3 - Sun Rise 4 - Aden Argus [email protected]