لرمضان قدسية عظيمة لدى المسلمين وهو خير الشهور على الإطلاق ..فيه أُنزل القرآن وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، وفيه شرع الاعتكاف وهو شهر يجب فيه الصيام على كل نفس بالغ عاقل مسلم... إلخ قال ربنا {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} فالغرض من الصيام هو التقوى وهو تهذيب النفس بالأخلاق الحسنه والآداب الفاضلة، الأعمال الفاضلة، وكل يوم في رمضان أفضل من السابق فهو علامة على علو الهمة وقبول الأعمال إن شاء الله. علّمنا قدوتنا وحبيبنا محمد دروساً في الصوم فقال: «فإن سبّه أحد وقاتله فليقل إني صائم» ليس لأنه عديم القدرة على الرد بالمثل ولكن الصوم يعلّمنا آداباً وأخلاقاً عظيمة وأكثر الحوادث والمشاكل تكون في رمضان فما فائدة الصيام إذاً؟، فلستَ أنتَ أوّل من صام ولا آخر من صام، فالصيام يعلّمنا آداباً وأخلاقاً عظيمة والصبر على المكاره والأذى. يجب تبييت النية للصيام من الليل كما قال العلماء ينوي كل يوم بيومه أو ينوي للشهر كاملاً نية واحدة مع الإخلاص لله في جميع الأعمال الظاهرة والباطنة يقول الله تعالى{لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} وقال صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر، قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء وأول ما تسعر بهم النار ثلاثة كما جاء في الحديث «المجاهد والمتصدّق وحافظ القرآن» واستحقوا العذاب لأنهم لم يخلصوا العمل لله ولكن من أجل أن يُقال عنهم ثم يُلقى بهم في النار. علّمنا قدوتنا وحبيبنا محمد دعاء ندعو به فقال: «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم واستغفرك لما لا أعلم». يجب على التجار دفع الزكاة متى ما حال عليها الحول وبلغت النصاب وأني أحذرهم من الاحتيال في الزكاة كما احتالت بنو إسرائيل فعاقبهم الله خاصة وأن كثير من التجار يخرجون زكاتهم في رمضان، ولذلك أحببت أن أنبه على هذا الموضوع قال بعض العلماء: وإن كانت هناك حاجة ملحة في غير رمضان فيكون إخراجها أولى ويكون أجر إخراجها مثل الأجر في رمضان مع التنبيه أن تصل الزكاة إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين ومن باب إكمال الجميل وحتى تنال الأجر كاملاً يجب دفع الزكاة إليهم بدون منٍّ ولا أذى ولا واسطة ك الجمعيات الخيرية وقادات أحزاب ومشائخ التي أغلبها جمعيات لا تصرف شيئاً إلا لأتباعها وأعدادها تقارب أعداد الفقراء والمساكين مما زاد في نسبة أعداد الفقراء والمساكين وكاحتراز وقائي ينبغي عدم إعطاء الجمعيات منها شيئاً لأنك لا تعلم ما وراء الجمعيات وأي جهة أنت دعمت ونادراً ما تجد من الجمعيات من يعمل لوجه الله ولأن المال مال الله أنت مؤتمن عليه لتنفقه في مصارفه الشرعية. أتمنى في رمضان أن يكف بعض خطباء المساجد عن سياستهم الشيطانية وأن يحلوا بدلاً عنها سياسة الكتاب والسنة، يكفينا وجع قلب وتحريض ، فبعض الخطباء كلماتهم قنابل موقوتة متى ما سمح لها أن تنفجر انفجرت اتقوا الله وأدوا رسالتكم بأمانة وإخلاص والمساجد جعلت لدعوة الناس إلى دين الله لا للأحزاب والطوائف والمذاهب التي فرقت الأمة المحمدية. رمضان شهر التسامح لنفتح فيما بيننا صفحة بيضاء تملؤها المحبة والإخاء، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، لنتفقد الفقراء والمساكين والذين لا يجدون ما يأكلون تحسبهم أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافاً، وما دعوة أنفع يا صاحبي من دعوة الغائب للغائب وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ولمن فيه خير للبلاد والعباد.