رجبُ الحرامُ وبعدَهُ شعبانُ ذهبا وها قد جئتَ يا رمضانُ فكسوتَ بالنورِ القلوبَ وقبل أن تُكسى القلوبُ أضاءتْ الأكوانُ وتألقتْ كل القباب وفاح من كلِ النفوسِ منارةٌ وأذانُ رمضانُ جاء وجاءت الأم التي في القَدْرِ منها أُنْزِلَ القرآنُ رمضانُ والقرآنُ والليلُ الذي لبسَ الظلامَ ليشرقَ الإيمانُ *** رمضان شهر الله والذكرِ الذي بجنابه كلُ القلوبِ تصانُ تصفُو النفوسُ به فتقبلُ دعوةُ الداعي ويسعدُ بالقبولِ جَنَانُ فالناسُ غيرُ النَّاسِ فيه، لأنَّ في شهرِ الصيامِ يُصَفَّدُ الشيطانُ والفوزُ بالتقوى به وتلاوة ال قرآنِ والإيثارُ والإحسانُ شهرُ العطاء وأنت للنفحات كنْ متعرِّضاً، والرَّطْبُ منكَ لسانُ فالذكرُ منشورُ الولايةِ يقطعُ ال أغيارَ عن عُشَّاقِهِ الإدمانُ فإذا حُملتَ على اليقينِ وكُنْتَ ذا أنسٍ وفقرٍ ضمَّكَ العرفانُ *** زد أنَّهُ الشهرُ الذي عشقَ الظمأ فجرى لمن ظمئوا الريانُ ظمأ القلوب لربها أقسى من ال ظمأ الذي تتحملُ الأبدانُ فإذا هما اجتمعا وفاح تُقاهما عند الهجير يحلقُ الظمآنُ إنسانُ شهرِ التركِ يتركُ نفسه وبتركها يتحررُ الإنسانُ فيزيد منسوبُ اليقين ويستوي صاحي الهوى في القومِ والسكرانُ وتلوحُ أهدابُ الحقيقة قِبلةً لجمالها تتسابقُ الأجفانُ وعلى مياه الصدقِ يبحرُ مخلصٌ في بحر مَن توحيدُهُ الشّطآنُ ويواجهُ الأمواجَ أمواجَ البقا قلبٌ له عند الفناءِ أمانُ تهدي إرادتُهُ إليه عزيمةً وقَّادةً يطوى لها الثقلانُ ثقلانُ مَن في حضرة الحق الذي تَفنى الأماكنُ فيهِ والأزمانُ وتذوبُ أشباحُ الرسومِ أمامَ مَن أنوارُهُ (ياسينُ) و (الرحمنُ) صلوا على طه الحبيبِ وسلموا يا صائمين يُثَقَّلُ الميزانُ *** رمضانُ جَمْعٌ كاملٌ لا يلتقي في ضِفَّتَيْهِ الفرقُ والفرقانُ يا شهرَ غزوةَ بدرٍ الكبرى ويا هذا الذي انتصرتْ به الشجعانُ يا شهرَ أنصارِ الحبيب المصطفى يا سعدُ يا مقدادُ يا حسانُ يا عَمرو يا عُمرُ الخليفةُ يا عليْ ويا أبابكرٍ ويا عثمانُ يا قادةَ الفتحِ المبينِ ، وكلما فَكَّرْتُ فيَّ تُذيبُني الأحزانُ مالي أراني أشربُ المعنى الذي عيناهُ شمسُ قضيةٍ وحصانُ وطنٌ بلا ماءٍ ولا ضوءٍ ولا... وطنٌ مَدينٌ دائماً ومُدانُ وأنا عليه بلا...، و لا...أحيا، وفو ثرى السَّعيدةِ هَيِّنٌ ومُهانُ وطنُ الوفاقِ يعيشُ أخطرَ حِقبةٍ أقطابُها الحوثِيُّ والإخوانُ والحربُ إن (عَمْرَانُ) أغلقَ بابَها فَتَحَتْهُ (آنسُ) بعدَهُ و(خُبَانُ) وأنا أدمَّرُ كالمساكِنِ تارةً وأموتُ حينَ يُداهَمُ السُّكَّنُ أنا كلُّ بيتٍ في البلادِ كأنَّها بيتي وفيها الأهلُ والخَلانُ فإذا بكى طفلٌ بكى لبُكَائهِ قلبي وأبكي إن شكا الجيرانُ أبكي على وطنٍ يُصَنَّفُ أولاً واليومَ جاءتْ قَبْلَهُ الأوطانُ *** وأعود يا رمضانُ للوطن الذي سبعٌ عجافُ حولهُ وسمانُ وطنٌ وحكمة نبضه يمنية تمتدُ والإيمانُ فيه يمانُ والنارُ في شفتيه يأكل بعضها بعضا وفي عينيه منه دخانُ وعلى مشارف قلبه تتصارع الدنيا ويفنى حولها الفرسانُ وطنٌ يعيشُ مكبلا بصغاره وعليه من أوزارهم أطنانُ ويحن للزمن الجميل وعينُه في أن يعود عليك يا رمضانُ