غاية الطائفية الامتيازات والنفوذ غالباً.. والطائفية تترعرع في بنية ثقافية مغلقة وغير عقلانية على أنها أبشع أنواع الصراعات الاجتماعية بالطبع.. وبالتأكيد لا أسوأ منها حين تمثل حالة الاستغلال السياسي اللئيم للدين.. كذلك لا تسامح ولا مساواة ولا سلام ولا دمقرطة ولا عدالة ولا تقدم ولا وطنية جراء استشراء الخطر الطائفي. والحاصل أن وعي الطائفية يعمل على الدوام من أجل إضعاف قيمتي الدولة والمواطنة معاً.. فيما المتعارف عليه أن الطائفية تمثل تجليات العصبوية ،العصبوية التي لا تؤمن بشيء قدر إيمانها بمصالحها، حتى لو كانت مصالح استبدادية على سبيل المثال، وهي ذاتها كما نعرف العصبوية التي تعد أبغض أسباب عدم الاندماج المجتمعي للأسف. بالنتيجة؛ فإن كل عدم اندماج من هذا النوع يقود لدورات عنف فقط.. كما أن كل استمرار للصراع الطائفي يعمل على توسيع الشرخ المجتمعي في الهوية والمواطنة باضطراد ، وهكذا : كل توسع لهذا الشرخ الكارثي يعني الإعاقة المتفاقمة لإمكانية تطور المجتمع والدولة في آن. وأما بالنسبة للطائفي في هذا السياق فإن الوطن هو الطائفة. فضلاً عن أن التعبير السياسي هو الطائفة أيضاً، وبالمقابل فإن الاعتقاد الروحي هو الطائفة بالضرورة. ذلك أن الهدف الذاتي الأكبر والأساس للطائفي هو تأكيده لقيمة طائفته أولاً وأخيراً.. وليسقط كل ما ساندونها نهائيا إن استدعى الأمر.. ولتسقط فكرة الأمة مثلاً.. بينما لن يهمه الأمر على الإطلاق كما تقول الوقائع !. [email protected]