«1» مرة ثانية تشتعل النيران وتنطلق القذائف والصواريخ، وتعود غزة إلى الواجهة في نشرات الأخبار، والحقيقة هي لم تغادر النشرات، لكن النشرات كانت تشير إلى آلام أهل غزة على استحياء، خصوصاً أن أخبار ما يجري في دول ما يسمى بالربيع العربي - وسوريا خصوصاً - قد سحب البساط من تحت أخبار غزة! «2» غزة تحت النار والقصف، وكأن لم يتغير شيء منذ عام 2012م !هكذا تقول الصورة، لكن الواقع على الأرض هناك في فلسطين يقول شيئاً آخر، فقد ظهرت تغيرات كثيرة، ففصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة قد طورت من أسلحتها المحلية الصنع، وباتت صواريخها - القسام وفجر والأقصى- تصل - كما رأينا على الشاشات- إلى تل أبيب وغيرها …أليس في هذا تغييراً على ما كان سابقا؟وكذلك التغيرات التي جرت في مصر وسوريا ألقت بظلالها على ما يجري في غزة .. «3» .. هنا أبعث برسالة إلى كل منْ يسخرون من «بساطة» الصواريخ التي تستعملها فصائل المقاومة. أقول :هذا منتهى جهدهم ..وهذا ما استطاعوا أن يصنعوه برغم الحصار المفروض على غزة من كل مكان.. «المواسير الطائرة» -على حد قولكم - هي خير من أسلحة حديثة مكدسة في مخازنها حتى يعلوها الصدأ! «4» أستغرب ممنْ يتحدث عن المقاومة الفلسطينية ويكبسها في حركة حماس فقط نعم حركة حماس واحدة من أهم فصائل المقاومة في غزة بجناحها العسكري كتائب الشهيد عزّالدين القسّام ، لكن إلى جوارها فصائل مقاومة أخريات يجب ألا نغمط دورها منها: سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - وألوية الناصر صلاح الدين- الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية - وكتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لحركة التحرير «فتح» - و كتائب الأنصار- الجناح العسكري لحركة الأحرار الفلسطينية - و كتائب الشهيد أبو علي مصطفى - الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. وآخرون لا نعلمهم يجمعهم اسم واحد هو «فصائل المقاومة الفلسطينية». «5» منْ ينادي بالتعقل والعقلانية ويجب الأخذ بمبدأ أقل الأضرار وعدم إعطاء العدو الصهيوني «المبرر» لعدوانه بإطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية لصواريخها التي لا تضر بقدر ردة الفعل الصهيونية تجاه أهل غزة! أقول: العدو الصهيوني كان سيهاجم ويقتل ويدمر بوجود صواريخ أو بدونها، ومنْ يقرأ الماضي القريب سيجد أن العدوان هو نفسه، فليست صواريخ المقاومة هي السبب! وماذا تريدون من أهل غزة أن يفعلوا؟ أن يسلموا رقابهم طيّعة للذبح والقتل بأيدي عدوهم؟ إن المقاومة تقوم بواجبها فلا تخذلوها! «6» الصمود الأسطوري لأهل غزة ضد آلة القتل الصهيونية بطياراته ومدافعه، هو ما يجب أن نقف معه ولو بالكلمة بدلاً من حالة الخذلان التي شلتنا جميعاً.. لو أن الدبلوماسية العربية تتحرك قليلاً على كل الأصعدة لكانت الرديف الأقوى لهذا الصمود الأسطوري.. ولكن ماذا تجدي (لو)؟ «7» العالم الحر يقف مع الحق دائماً، وإن خفت صوت هذا العالم الحر، فهذا الطبيب النرويجي مادس فريدريك جيلبرت - الذي يهب في كل اعتداء على غزة بالذهاب إليها والعمل في المستشفى حتى انتهاء المعركة.. يقول: «على الناس في غزة أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم، هناك العديد والعديد معهم على الرغم من أننا لسنا هناك الآن، لكننا نحن معهم وعليهم أن لا يستسلموا، فلا تستسلموا فإن شعوب العالم الحر يتأملون في صبركم ويستمدون من قوتكم فإن استسلمتم فإن الشعوب من بعدها سوف تستسلم». «8» .. وأخيراً: فلتسلم فلسفة الأيدي ولتسقط فلسفة الأذهان كلّ الأوراق بما حملت تشتاق إلى ألفي طوفان عبدالله البردوني - من قصيدة ساعة نقاش مع طالبة العنوان