اقترب رحيل الشهر الكريم ونحن في أيامه الأخيرة والأمل ما زال معقوداً بعد الله على العقلاء والحكماء في ساحة الفعل الوطني من أجل إخراج الوطن من النفق المظلم الذي حشر فيه، وكما راهنا في 2011م على قوة الاعتصام بحبل الله المتين في سبيل مواجهة العاصفة التآمرية على إسقاط الدولة وتخريب الوطن، وكما ثبت الأحرار في سبيل حماية الشرعية الدستورية وتثبيت الديمقراطية وإرساء تقاليدها وتعميد مبدأ التداول السلمي للسلطة ومنع رفض الانقلابات أياً كانت فإننا اليوم ما زلنا على نفس الرهان الأكثر اعتصاماً بحبل الله المتين، ويقيننا أن الله سيهدي القوى السياسية كافة إلى التصالح والتسامح والخروج باصطفاف وطني شامل لا يستثني أحداً من القوى السياسية ولا يسقط حق أحد في الشراكة الوطنية الفاعلة. إن قوة الاعتصام بحبل الله المتين الملاذ الآمن على مستقبل أجيال اليمن ومن زاد تمسكه بها زاد الله في قدره بين خلقه وجعله أكثر قبولاً، ومن التزم الصدق والوضوح ولم يلجأ للتحريف والتدليس والزور والبهتان فإنه بلا شك في الطريق الآمن الذي يحب الخالق جل شأنه أن يراه فيه، أما أولئك الذين قلنا عنهم منذ 1993م إنهم لن يبلغوا الرشد السياسي ولا بعد عشرين عاماً من ذلك التاريخ فإنهم للأسف قد استبدلوا الاعتصام بحبل الله المتين بالاعتصام، بخط الشيطان الرجيم وجعلوا من الشوارع مكاناً لسكناهم وهجروا بيوت الله وحولوا الصلوات إلى نكف ودعوات عدوانية فكان ما كان، وكنا نأمل من العقلاء فيهم أن يعملوا على منع العبث بمكارم الأخلاق وتحريف الأقوال والابتعاد عن الغاية تبرر الوسيلة من أحداث الأزمة الكارثية والوصول إلى فن الممكن ولكنه للأسف ما زال البعض منهم في سكرة الغرور المثخن بالفجور. إننا في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم ما زلنا نكرر الدعوة إلى الكف عن الغرور والبهرجة الزائفة واللجوء إلى الصدق وإخلاص النية والاتجاه صوب الشراكة الوطنية والاعتراف بالأخطاء وإعلان الاعتذار للشعب والانخراط في صفوف الاصطفاف الوطني الشامل الذي لا يستثني أحداً على الإطلاق لأن ذلك هو الطريق إلى المستقبل الآمن بإذن الله.