التسامح والتصالح خلال شهر رمضان المبارك من صفات الأتقياء الذين يرجون لقاء رب العالمين وهو راضٍ عنهم، واليمنيون اليوم أشد ما يحتاجون هو التسامح والتصالح من أجل حقن دماء بعضهم بعضاً وحماية لأمن واستقرار البلاد والعودة إلى العقل والحكمة. إن الحاجة إلى التسامح والتصالح حاجة للحياة الآمنة التي يسودها الوئام والمحبة والإخاء الذي ينبغي أن يجسد المعاني الإنسانية والقيم الأخلاقية ومبادئ الوفاء والالتزام بالعهود والمواثيق التي شدد عليها الإسلام الحنيف، وما دمنا قد عرفنا الإسلام الحنيف الذي يحرم الاحتراب والاقتتال وإشعال الفتن فإنه حري بنا في هذا الشهر الكريم أن نكون أكثر التزاماً بجوهر الإسلام وأن نقدس المبادئ ومكارم الأخلاق وأن نرقى إلى مستوى قوة الإيمان والحكمة من أجل الحفاظ على أرواح الناس ودمائهم وأعراضهم وأموالهم. إن الأجواء الروحانية في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار تحتاج إلى صفاء النية وقوة الاعتصام بحبل الله المتين، ومادام قد بلغنا الله سبحانه وتعالى الثلث الأول من هذا الشهر الكريم وهو ثلث الرحمة فينبغي أن تجسد القوى السياسية المتنافرة مفهوم الرحمة ومعانيه الإنسانية وتقف أمام الاختلالات الجوهرية التي أقلقت أمن الناس وشردتهم وخلقت الفوضى والفجور وكأننا في عهد الجاهلية العمياء التي لا تعرف قيم الدين والإنسانية. إن القوى السياسية المتنافرة أمام مسئولية جسيمة ينبغي عليها أن تتقي الله وتوقف نار الفتنة وتكف عن فجور الأقوال والأفعال وأن تستغل الثلث الأول من رمضان لتحقق الرحمة بكل معانيها ودلالاتها الربانية وليعلم الجميع أن الشياطين مقيدون من رب العالمين في شهر رمضان فما بال العقلاء والحكماء لا يقيدون شياطين الأنس ويمنعون فجورهم في القول والفعل ليتحقق التجسيد العملي لمفهوم الرحمة في هذا الثلث من الشهر الرباني. إن المسئولية عظيمة وينبغي على الحكماء والعقلاء أن يحولوا دون سفك دماء الناس وأن يعملوا على حل المشكلات بالعقل والحكمة وأن يتحمل الجميع المسئولية في الإسهام في تقريب وجهات النظر وأن يجعلوا من هذا الشهر الكريم شهر السلام الدائم من أجل إعادة إعمار اليمن وبناء الدولة اليمنية وفرض سلطاتها بإذن الله.