إن التشدد في أمور الحياة يخلق الانحراف عن منهج التفكير السليم، بل إنه يجمد العقل ويمنع التأمل والتفكر، ويقود إلى طريق مسدود، ولعل مشاهد الحياة اليومية تقدم البراهين الناصعة على فجور التشدد الذي أدى إلى التطرف والإرهاب الذي سام الناس سوء العذاب وأتى على الأخضر واليابس، وهذا الأمر الجلل يحتم على علماء الأمة العربية والإسلامية الوقوف أمام هذه الظاهرة التي أساءت إساءة بالغة إلى جوهر الإسلام عقيدة وشريعة وألحقت الضرر البالغ بأهل الإسلام في كل مكان. إن حماية المجتمع والحفاظ على دماء وأعراض وأموال الناس من الأمور العظيمة في الإسلام الحنيف وقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أسوة حسنة لا علاقة لها بما يدور اليوم من الأقوال والأفعال الدافعة إل سفك الدماء وانتهاك الأعراض بل كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام يؤكدون على أشد الحرص على حفظ وحقن الدماء والأعراض والأموال وبموجب هذا المنهج الرباني استطاع الإسلام أن ينتشر في أصقاع الأرض بالكلمة الطيبة والحرص المطلق على الأنفس والأعراض والأموال، لأنها من المحرمات في الإسلام الحنيف. إننا في الثلث الثاني من شهر رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرآن الكريم وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر في أمس الحاجة إلى مراجعة النفس والوقوف أمام الأقوال التي تسببت في بعض الأعمال الفاجرة التي لا صلة لها بالإسلام وأهله، وعلى علماء الأمة تحمل المسئولية أمام الله والناس أجمعين من أجل تجنيب الأمة خطر الإرهاب وينبغي أن تكون وقفة علماء الأمة خلال هذا الثلث المتعلق بالمغفرة ذات بعد روحي يجسد جوهر الإسلام الحنيف من أجل منع تفاقم الإرهاب وتجفيف منابعه خدمة للدين الإسلامي والإنسانية.