ليس من شيم اليمنيين الغدر والفجور في الخلافات، وقد برهنت الأزمة السياسية بكل تأثيراتها أن قيم المحبة والأخوة والتسامح والتكافل والتراحم هي القيم التي عُرف بها الشعب اليمني منذ فجر التاريخ، وهي قيم أصيلة أكدها الدين الإسلامي الحنيف، وجسدها اليمنيون في حياتهم، وضرب اليمنيون أروع الأمثلة والنماذج في الالتزام بتلك القيم الدينية والوطنية والإنسانية، أما الظواهر الغربية التي شهدتها الحياة السياسية في اليمن وخصوصاً في الأزمة السياسية الراهنة فلا صلة للشعب اليمني بها؛ لأنها لا تمت بصلة إلى جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، وهي من فعل من باعوا أنفسهم للشيطان الذي سكن عقولهم وقلوبهم. إن الأفعال غير السوية التي تنبذها الأديان السماوية والأعراف الإنسانية لا تمثل إلا من هجروا بيوت الله واعتدوا عليها وسلموا أنفسهم للشيطان الذي سكن قلوبهم وعقولهم، فهجروا المساجد والبيوت، وسكنوا الشوارع، وتركوا المحبة والألفة وصلة الرحم، وارتضوا القطيعة والحقد والكراهية، وانتهجوا العنف والغلو والتطرف والإرهاب. ولذلك فإن الذين يمارسون هذه الأفعال المحرمة لا صلة لهم بأخلاقيات الدين الإسلامي الحنيف ولا يمثلون اليمن، وإنما يمثلون أنفسهم التي غلبت عليها شقوتهم، وتملكها الشيطان، فعاثوا في الأرض فساداً، فأهلكوا الحرث والنسل من أهداف شخصية قائمة على حب الانتقام والكره للآخر والرغبة في التكبر والتعدي على الآخرين وإذلالهم وسلب حريتهم. إن ظواهر الفجور في الاختلاف والفحش السياسي الذي أظهر البعض في الأزمة السياسية لا يعبر إلا عن نفسيات من تربوا على الحقد والكراهية والنظرة الدونية للآخرين، وهي ظواهر لا صلة لها بالمجتمع اليمني المؤمن الذي شهد له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالإيمان والحكمة. ولذلك فإن على المغرر بهم الذين مازالوا يمارسون التضليل على البسطاء من الناس أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في نهاية العشر الأواخر من الشهر الكريم، وأن ينطلق العقلاء والحكماء نحو الحوار من أجل الوصول إلى القاسم المشترك الذي يحقن الدماء، ويصون الأعراض، ويعزز الوحدة الوطنية بإذن الله.