التحدي الأكبر الذي يواجهه اليمنيون خلال المرحلة الراهنة من الحياة السياسية الملتهبة هو كيفية مغادرة سنن الفحش والفجور التي سنتها بعض القوى السياسية وأحلتها لنفسها ثم سعت على تحريمها على غيرها وهذا التحدي الذي دخل الساحة اليمنية برؤية غير يمنية وبرغبة مجنونة من عشاق السلطة الذين أحلوا وأباحوا كل وسيلة في سبيل الوصول إلى السلطة، بات كابوساً مزعجاً للذين سنوه واستجلبوه في ظروف لم يكن هناك داع لها ،لأن وسيلة التغيير كانت محددة في دستور البلاد وقوانينها، وكأن كل شيء متاحاً من التعدية الحزبية إلى التنافس المشروع بين الأحزاب السياسية، وكان اليمن قد اعتمد أسلوباً وحيداً للوصول إلى السلطة وهو الانتخابات. لقد حذرنا من استجلاب تجارب الآخرين وقلنا في ذلك التاريخ إن الالتزام بالشرعية الدستورية هو المنقذ الوحيد من الانزلاق في أتون الفحش والفجور، وقيل لنا في حينه بتخلق شرعية الشارع ورُفض حينها كتاب الله، ومع ذلك قلنا إن هذا خطير وعاقبته وخيمة على الذين يسلكونه بدرجة أساسية ،لأن فيه تعدياً على مكارم الأخلاق، ولكن لا حياة لمن تنادي ،لأن الشيطان كان قد سكن في عقول الساعين إلى السلطة بأي ثمن فسنوا بذلك سنناً ما أنزل الله بها من سلطان في زمن لم يكن فيه مبرر واحد لذلك الفعل المحرم، وجلبوا بذلك لأنفسهم كابوساً مرعباً. إن حديث الصراحة والمكاشفة واحد من الموجبات التي ينبغي للقوى التي أصابها جنون السلطة أن تسلكه اليوم، فقد كانت كافة القوى الساعية بأي ثمن قد أوهمت العالم بأنها مؤتلفة وأن مجرد وصولها إلى السلطة ستزول كل العوائق وتحل كل المشكلات ولذلك عليكم الجلوس مع الذات لمحاسبة نفسكم خصوصاً ونحن في الثلث الثاني من الشهر الكريم لكي نفوز بالمغفرة إن كنتم قد عملتم في الثلث الأول من رمضان لما يؤهلكم للفوز بالمغفرة ..فهل سنجد ما يوحي بالاتجاه نحو الإقلاع عن الحقد والكراهية والدعوة نحو المصالحة الوطنية وخلق الوئام؟ نأمل ذلك بإذن لله. رابط المقال على الفيس بوك