على الجميع أن يتذكروا خطاياهم دون تفكير إلا باليمن. وليس من خلاص لليمنيين دون المساهمة الفعالة في خلق تعاضد وطني شفاف ينقذ الحاضر ويصنع جيلاً يستخف بكل ماهو دون المواطنة والمدنية . أما استمرار رهن البلد لأمزجة الخارج فإنه سيجعل المذابح والإعاقات المنظمة مثبتة في المستقبل فقط. لذلك على ساسة اللحظة الراهنة مغادرة الحذر في اتخاذ المواقف ونزع الأقنعة أو مغادرة سذاجتهم ومغامراتهم ومكائدهم بغية تصحيح المسار والانتفاض بوعي لصالح اليمن. اللحظة موضوعية للمراجعات المطلوبة قبل فوات الأوان. وبالتأكيد لن نشفق عليهم من لعنة التاريخ ، بل بإمكانهم إذا قرروا الصدق مع أنفسهم والشعب حل كافة الإشكالات الوطنية العالقة كما ينبغي. بمعنى آخر على الجميع الإحساس بعذابات اليمنيين ورؤية الحقيقة بدون رتوش ، بل من المهم في هذا الصدد أن يتمكنوا من الانضباط الأخلاقي في مقاسمة الشعب تضحياته. ذلك أن كل المناصب زائلة وعلى الجميع تذكر تعهداتهم .عليهم أن يخجلوا من كونهم مرتاحين ومصالحهم بلا سوء. ثم أن الشعب الجاحظ والمنهك قد صار في حالة هياج وقدرة استثنائية على الفرز الجيد وبالتالي من المستحيل تحميله فوق مستوى التحمل أو مغالطته بكل حمق وبلاهة .أعني هنا لاشك ساسة الكيانات الوطنية الذين للأسف صدمونا بإبداعاتهم في اقتراف الأخطاء وحرف المسارات دون ضمير ودون مسئولية .أما كل تلك الكيانات اللاوطنية البشعة في الصميم ، فإنها ستظل كعادتها تستمزج الإرهاب والتخلف والانتقام من الوعي الوطني.. وهكذا ستستمر تستقوي بالهشاشة الحاصلة للدولة والانقسام السياسي، لتقتل وتبرر وتخلص لمصالحها الهمجية في ازدهار خراب المجتمع أيضاً. بينما ليس من نتيجة لهوسها المأزوم سوى تدميرها للحياة أكثر، كونها لن تشعر بالاكتفاء على الإطلاق مالم تنهض الدولة ومالم ينهض المجتمع وقواه الحية المتسقة من أجل عملية مواجهتها معاً بإرادة الفضح والغضب والمبدأية والاحتقار والردع الذي لابد منه.