(ذبح الوطن) ليست جملة مفيدة لكنها صورة بشعة من صور التآمر على الوطن.. حدث ما حدث ودماء المذبوحين غدراً مازالت تسقي تراب الوطن وتتغلغل في عروقه، لقد وصل الهوان بنا أننا لا نقاوم، لا نصرخ بل ننتظر الموت كيفما كان.. بدأناها بالسكوت عن الباطل، (الدعممة) أمام الفساد والفاسدين ثم تقبل القتل والظلم وأخيراً الذبح وبهذه البشاعة!! أمة فقدت قدرتها على الحياة الكريمة وقبلت بالهوان فمن يهُن يسهل الهوان عليه كما يُقال. إن كل شيء في هذا الوطن مُخترق كله من أجهزة أمنية إلى مؤسسات رسمية حتى البيوت مخترقة، لذلك تنظيم القاعدة، الحوثيون، الإصلاح، المؤتمر وغيره من مكونات المجتمع مخترقة من قبل أجهزة إقليمية ودولية لذلك يحدث هذا الحراك القبيح في بلادنا تناغماً للشر عجيباً.. فالقاعدة بفعلتها هذه تضر حزب الإصلاح كثيراً كونه من الأحزاب الإسلامية التي بها عدد من المتشددين الذين لا يجرّمون أعمال تنظيم القاعدة ويعتبرونها جهاداً.. وكما يعلم العارفون أن التيارات الإسلامية ذات الصلة بتنظيم الإخوان المسلمين في مصر مثلاً وتلك التي لها تعاطف خاص مع تنظيم القاعدة تسعى القوى الدولية إلى تحجيمها (قصقصة) أجنحتها وإزاحتها عن العمل السياسي كما حدث في جمهورية مصر العربية والقادم في اليمن هو إبعاد الإسلاميين بعد تشويه صورتهم مجتمعياً بعد ربطهم بالإرهاب.. أعتقد أنهم على وعي بذلك لكنهم لم يحسنوا صنعاً حتى الآن في تغيير وتعديل صورتهم كأن ينتهجوا المرونة في تعاملهم والانفتاح نحو ثقافة الحوار وتقبّل الآخر وعدم تكفيره بل احتوائه، فالدين يسر وليس عسراً.. أيضاً استخدام سياسة أكثر عقلانية وحضارية للخطاب الديني وتجاوز الصغائر وجعل الوطن وقضاياه في المرتبة الأولى مع تقليل العداوات وحدة المواقف المتشددة.. إن قتل الجنود بهذه الطريقة قد يكون إيحاءً من أحد هؤلاء البشعين لأهداف منها إخافة الآخر وخلق حالة من الفزع في نفوس الناس كما في الأساس انتقام واضح، وربما لشق صف الوحدة الوطنية كون القتل كان أساساً مناطقياً.. والمنفذون من المحافظات الجنوبية وينتمون إلى تنظيم القاعدة.. حيث يوحي البعض أن القتل كان يؤيد هؤلاء وهم من الجنوب! وهذه فتنة لا ينبغي أن ينجر وراءها الناس، لأن القاعدة تنظيم دولي جمع كل الجنسيات وجندها معه (أكبر من جيش الأممالمتحدة) وهم، أي التنظيم تجمعهم العقيدة الفكرية ولا علاقة لهم بالانتماء الجغرافي إلا عند الضرورة. ما حدث لا يجعلنا نتردد في القول إن الحوثيين وآخرين في نفس الاتجاه قد يردون رداً أقوى ثم تنجر الأطراف إلى عمليات انتقامية.. سوف يتدخل المجتمع الدولي ويصدر قراره بأن هذه القوى وكل من يتبعها قوى إرهابية وتُمنع من ممارسة أي نشاط سياسي وقد تصادر أموالها ويُزج برموزها في السجن ويتعرض البعض إلى الملاحقة و.....إلخ.. إنها اللعبة الدولية المرسومة هناك في المكاتب المهيئة للعمل المدروس والمنظّم في العواصم التي تصنع القرار.. اللاعبون القادمون ليسوا هؤلاء، إنهم فتية آمنوا بأمريكا وسياسة الانفتاح الأوروبي والتعاون والشراكة.. إنهم قادة يتم تأهيلهم وتهيئتهم الآن في كل المجالات في الوقت الذى يُذبح الوطن من الوريد إلى الوريد حتى يعرف الشعب الهوان جيداً وتترسّخ في ذهنيته الجمعية ثقافة الخنوع والطاعة العمياء، فإذا لم تقرّر سيقرّر لك. [email protected]