وصف الكاتب الصحفي عباس الضالعي تعهد الرئيس هادي بأن دماء الجنود الذين قتلتهم القاعدة ذبحاً في حضرموت لن تذهب هدراً وأن الجناة سيلاحقون ويقدمون للعدالة، وصفه ب «الطبيعي»، مشيراً إلى أن الكثيرين توقعوا خروج الرئيس في أي مناسبة من أجل إرسال رسالة واضحة. وأكد الضالعي، في حديث ل «الخبر»، أن القضية ليست تعهد الرئيس من عدمه وإنما بالنتائج العملية لتعهد الرئيس. وفيما رأى الكاتب الضالعي أن الرئيس صادق فيما قال ولا جدال حول هذا، أردف: «لكن .. هل هناك ارادة لتنفيذ التوجيهات خاصة من الاجهزة المعنية (الدفاع والامن والاستخبارات ) لأن قضية الارهاب لم يعد طابعه محلي ولم يعد له علاقة بحرب الصليبين وقتل الامريكيين والاسرائيليين وهذا واضح من خلال التحول الخطير في اسلوب ومنهجية انصار الشريعة في المحافظات الجنوبية». وتوعد الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالثأر للجنود الذين ذبحتهم القاعدة في حضرموت يوم الجمعة الماضية، مؤكدا أن دماءهم لن تذهب هدرا وبأن المجرمين الذين ارتكبوا تلك الجرائم سينالون جزائهم العادل قريباً، ومقدما التعازي لأسر الشهداء الذين استشهدوا في حضرموت وفي كل ربوع الوطن والذين بذلوا أرواحهم ودماءهم الغالية دفاعا عن أمن الوطن واستقراره. وبيّن الضالعي أن وفاء الرئيس هادي بوعده يتوقف على قيامه بإعادة النظر بوضع القيادات الحالية للدفاع والاستخبارات وتنظيفها من العناصر المشتبه بتعاونها وتواطؤها في التعامل مع مكافحة الارهاب، لافتاً إلى أن ذلك يحتاج الى أن تكون المراجعة وطنية يمنية يمنية بدون أي تدخل للدول التي لها علاقة بمكافحة الارهاب وخاصة أمريكا وبريطانيا والسعودية ودول أخرى، مستدركاً: «لأن احتمالية الاختراق تأتي عبر هذا التعاون». وشدد على ضرورة استحضار البعد السياسي والامني الذي تخضع له المنطقة بكلها لأن فهم هذا البعد كفيل بالوصول الى آلية مكافحة الارهاب على أسس وطنية تتعلق بأمن اليمن أولا وثانيا وثالثا ورابعا يمكن النظر بمصالح الدول الاقليمية والدولية. وأشار إلى أن العملية وطريقة تنفيذها تثبت تورط الارهابيين بتحويل عملهم لصالح أجهزة استخبارية اقليمية ودولية، منوهاً بأن العقاب وضرب عناصر الارهاب أصبحت عملية معقدة نتيجة وقوف قوى اقليمية ودولية تستخدم نتائج إرهاب هذه الجماعات لتوظيفه سياسيا وإعلاميا وأمنيا. واستدرك: «ثلاثة عشر عام والعالم موحد لمكافحة الارهاب وقد نجحوا في الحد منه في دول أوروبا وشرق اسيا ولم ينجحوا في مكافحته في دول الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية»، منبهاً إلى أن ذلك يعني أن الارهاب في اليمن ليس حالة خاصة بها من حيث مصدره وأهدافه. وقال الكاتب الضالعي : «ولا يجب أن ننسى أن المخابرات الامريكية سربت معلومات عن انضمام أنصار الشريعة في اليمن الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وهذا الخبر تم نشره بعد عملية ذبح الجنود، واللافت هنا القاعدة في اليمن وغيرها تصدر بيانات رسمية بكل مواقفها خاصة في موقف مثل انضمام قاعدة اليمن أو مبايعتهم لداعش». وأكد أن عملية ذبح الجنود في سيئون وتصوير مشاهدها البشعة – التي تؤكد على مدى افتقاد المجرمين إلى النزعة الانسانية والانحراف السلوكي والديني والعمل تحت مؤثرات اجرامية -الهدف منها إرسال رسالة إعلامية للعالم تحمل في مضمونها أن هذه الجريمة وغيرها ناتجة عن الاسلام، وأن هذا الارهاب هو إسلامي (هدف دولي )، إضافة الى تشويه صورة تيارات الاسلام السياسي المعتدلة ( هدف اقليمي ) التي تسعى للوصول إلى السلطة وفقا لقواعد العمل الديمقراطي المعروفة وتشويه صورتها شعبيا على المستوى المحلي والعربي والدولي. وأفاد الضالعي في سياق حديثه ل «الخبر» بأن وصول التيارات الاسلامية المعتدلة للحكم موضوع يزعج القوى الاقليمية بالدرجة الأولى وبعض القوى الدولية بدرجة ثانية نسبيا مع أن هدف تشويه صورة الاسلام هو هدف خاص بالقوى الدولية الكبرى لكنه يعتبر حاجة مطلوبة للأنظمة التي تحكم دول السيطرة العربية ( دول الخليج) التي قال إنها تبنت سياسة اقصاء هذه التيارات من الوجود وإضعافها ورصدت لهذا أموال طائلة وجندت السياسة والاعلام خدمة لهذه السياسية، مؤكداً أن اليمن جزء مهم لهذه السياسة نتيجة وجود تيار إسلامي معتدل ( حزب الاصلاح بالدرجة الاولى ومكونات سلفية صغيرة ) له اسهامات واضحة في تعزيز الديمقراطية والامن السياسي من خلال حرصه الشديد على أن تكون الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة للوصول للسلطة.