ما يسمى بالإرهاب، برغم عدم وجود تعريف واضح له صار قضية دولية ، وقضية تحتل مرتبة الصدارة في جميع أو في معظم الدول العربية ،وغالباً ما تنسب إلى التيارات الإسلامية. ولظاهرة الإرهاب هذه أسباب عديدة ،لكن السبب الأساسي والجوهري لها هو تغافل أو تجاهل بعض الأنظمة إن لم نقل إهدارها لقضايا الإسلام والمسلمين ومنها قضية القدسوفلسطين ، وإهدار الحقوق الإنسانية للمسلمين في مختلف قارات العالم وأقاليمه، ناهيك عن الحقوق العربية في فلسطين وداخل بعض الأقطار العربية ، نتيجة الهيمنة الأمريكية.. وها هي انتصارات وإنجازات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تعطي أفضل فرصة للدول العربية والإسلامية من خلال دعم وتأييد موقف ومطالب الفلسطينيين في المفاوضات الجارية في القاهرة تحت رعاية مصرية. فكل المطالب سليمة وعادلة ولا يختلف حولها اثنان ،كفك الحصار عن غزة، وتشغيل مطارها وبناء مينائها وتحريرها من كل القيود ليتمتع المواطن الفلسطيني بكافة حقوقه الحياتية والإنسانية كأي مواطن في العالم ،حقوق تضمنتها العهود والمواثيق الدولية وتضمنتها اتفاقيات سابقة وقعت عليها دولة الكيان الصهيوني. فبتحقيق هذه المطالب تكون الأنظمة العربية قد باشرت أول وأهم خطوة في الاتجاه الصحيح للقضاء على أهم سبب لنشوء ظاهرة الإرهاب وتطوراته. والعكس صحيح في حالة التآمر على انتصارات وإنجازات المقاومة في غزة لصالح إسرائيل بذريعة محاربة الإرهاب، لأن قضية الإرهاب ستتطور بصورة غير مسبوقة ، وسيكون هدفها الأول القضاء على الأنظمة العربية بذريعة موالاتها لإسرائيل والصهيونية العالمية. لقد توحدت الفصائل الفلسطينية الإسلامية وأهمها حماس والجهاد و اليسارية أو العروبية وعلى رأسها فصائل فتح والجبهة الشعبية وسائر الفصائل الأخرى ضد العدوان الصهيوني وهزيمته ،وتكرست بذلك وحدة الصف الفلسطيني كله برئاسة عباس ، وتشكلت حكومة الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني كله. ونفس الفرصة صارت متاحة أمام جميع القوى السياسية المنقسمة على نفسها سواء في مصر أو في سائر الدول العربية. وبدورنا نحذر من ضياع هذه الفرصة من أيدي القادة العرب وعلى رأسهم القيادة المصرية. علماً بأن انتصار المقاومة وإنجازاتها محلياً وقومياً وإسلامياً ودولياً يستحيل إهدارها أو تشويهها مهما كانت نتيجة مفاوضات القاهرة سلبية ، لأن أنظمة الفساد لن تصمد أمام ثورات شعوبها وأمام التحولات القادمة بفعل هذا الانتصار والإنجازات العظيمة. فالمقاومة وأبناء فلسطين قد دخلوا الباب على عدوهم وضمنوا الغلبة على هذا العدو ، والله لا يخلف وعده والصهاينة يقرون بأن انتصاراً عربياً واحداً عليهم يكفي لزوال دولتهم. والله من وراء القصد ،،،