حالة غرائبية، وغير طبيعية في تصرفات وسلوكيات مأزومة تقوم بها الجماعات الإرهابية، والتي لا تمتلك أي مشاريع للأوطان أو للإنسانية، وكل الأعمال التي تقوم بها تفوق تصرفات العقل السليم، ويعجز المنطق عن تقبّلها، وترفضها كل الشرائع الدينية والضمائر الإنسانية. رسالة الدين بمفهوم الجماعات الإرهابية هو فهم خاطئ، وفقدان للوعي والسلوك الصائب، وتيه عن الطريق الصحيح، والإصرار على بقاء المكانة السياسية ولو بالإرهاب السياسي المعتمد على القوة، وخلط الأوراق، ولعب أدوار سياسية تسلّطية متّبعة لكل ديكتاتوريات العالم المتعاقبة. في استطلاع لمجريات الأحداث التي تقوم بها الجماعات الإرهابية لن تجد سوى رسائل فوضوية، وزرع اضطرابات، ومشاريع آنية تنتهي بانتهاء عملياتهم الإجرامية، ويتكرّر سيناريو الأحداث باختلاف المكان والاستهداف. الجماعات الإرهابية - وليدة الإرهاب السياسي هي أقل عمراً ويكمن ذلك في تحقيق أهدافها، أما الجماعات الإرهابية - ذات التطرّف الديني السياسي فيصعب التكهُّن بزوالها مادام عقولها تتخذ مساراً محدداً وأجندة ولّدتها عقول متطرفة مسكون فيها لون الدمار والدماء، ولا تؤمن مطلقاً بأية لغة للعقل أو الحوار. وطننا يعاني بدرجة كبيرة من تطرّف سياسي، وسياسي ديني يلتقيان في نقطة العبث، وباعتقادي إنهم يتقاسمون مناطق نفوذ ولعب أدوار مستغلين مرحلة واهنة تمر بها بلادنا، و (تنظيم القاعدة) فعلاً قاعدة لأنه لم يصل إلى هرم القيم والدين وتعاليمه العظيمة، ولم يحمل في أجندته همّاً دينياً أو مشروعاً وطنياً لأية فئة أو مجتمع أو أمة. الاستنزاف الذي تقوم به الجماعات الإرهابية استنزاف عبثي، ومحاولتهم استئصال لكل ما يمت بصلة للإنسانية هو جنون وأوهام، ودناءة متولّدة من أفكارهم المفككة، وما يخيف هو أنّ تسارع أفكار القاعدة يتجه نحو تصاعد الشر والموت، ويتخذ طريقاً نوعياً في استئصال الإنسانية واستنزاف مقدرات الوطن، ومهما تعدّدت اللافتات التي تقوم برفعها الجماعات الإرهابية أو تنطوي تحتها فإنها حتماً تتفق في الأعمال والنتائج ضد الإنسانية، فما تقوم به جماعات باسم الدين، هو نفسه ما تقوم به الجماعات الإرهابية السياسية لأن نتائج الفعل واحدة. ومن هنا فالاصطفاف الوطني هو بداية الحل الأمثل لتجفيف كل منابع وروافد الأفكار والتمويل للجماعات الإرهابية، وكشف الأوراق وأوكارهم هو قطع الطريق عنهم نحو تحقيق أهدافهم. [email protected]