أثبتت الأيام الجارية أن جروح الوطن باحتدام الحرب بين بعض الأطراف تعود إلى اشتعال جهات التضاد الديني، والعمل على تنحي المصلحة الوطنية جانباً، وعدم خضوعها لجدولة خط سير الطرفين. أوجدت لها مساحات خارج الرؤية الوطنية، والعمل الوطني، بينما الأحزاب السياسية ذات التوجه القومي واليساري والتي تحمل مشروعاً سياسياً ووطنياً أثبتت أنها أكثر حرصاً على الوطن وإيمانها بالثوابت الوطنية جعل منها خط الدفاع الأول في حفظ الواجهة الحقيقية لكينونة الدولة، وعدم المساس بما يلوث الوطن داخلياً وخارجياً. العبء الناتج عن حدوث الحرب ضاعف الصعوبات التي يواجهها وطننا من أعباء اقتصادية وأوضاع سياسية، وتركة سلبية متراكمة خلفها النظام السابق، وتذكيها أطراف الصراع الديني السياسي ذات المصلحة الخالصة وهذه الأطراف هي عوائق الاستقرار. فيما يبدو لنا أن الأطراف لا تحمل النيات الحسنة مما يطول أمد الصراع، وخلط الأوراق لخلق حالة من اللا استقرار الوطني، والوجاهات المحسوبة على كلا الطرفين تُباعد نقاط الالتقاء، وتؤجج المواقف لتأتي أجندة التنفيذ لتك الرؤية أو العكس. حالة استثنائية مزرية يعرضها مسار التاريخ اليمني بفعل من يعيشون على رقعته كأحجار رقعة الشطرنج تُحركها أيادٍ لا وطنية - إقليمية وخارجية. من العيب في التاريخ السياسي أن الأطراف الوطنية باعتبار المكان وأنها جزء من الوطن تعمل ضد الوطن بسياسة مقصودة أو انعدام رؤية سياسية ومماحكات عبثية، وهذا بالفعل ما يوجد من اعتبارات الأفعال للحوثي والإصلاح. وضعنا حرج جداً نظراً لتبعات كثيرة شاركت فيه، بحيث صار الوطن مسرحاً للصراعات السياسية والدينية الطائفية. [email protected]