- قبل أشهر قرأت خبراً مفاده أن صحفية قطرية سألت صحفياً يمنياً أثناء وجودهما في دورة نظمها مركز الجزيرة للتدريب بقطر سألته عن مرتبه بحكم انهما زملاء مهنة.. رد عليها الصحفي اليمنى أنه يعادل (700) سبعمائة ريال قطري، المسكينة أجهشت بالبكاء.. فهي تستلم (23000) ثلاثة وعشرين الف ريال قطري، بكت الصحفية من حالة البؤس التي يعيشها الصحفي اليمنى، شعرت بالمأساة إذ كيف يعيش هذا الكائن هو وأسرته بهذا المبلغ؟ وربما تألمت لأنها سألته.. لا أدرى كيف كان موقف هذا الصحفي الذى يتوسد همه لوحده وينام عليه كل يوم؟ هل شعر بعمق المأساة وهزيمة المثقف وإفقار الطبقة المتنورة في بلادنا؟ - ترى ماذا ستفعل هذه الصحفية إذا ما عرفت أن هذا الكائن الوديع الطيب المسمى صحفي يسكن في شقة إيجار وصاحب الشقة الأقل تعليماً وأكثر استبداداً يهدده وأسرته شهرياً بزيادة الإيجار أو إخلاء الشقة في بلد ليس بها قانون يحمى المستأجر؟ ماذا ستفعل هذه الإنسانية التي ضمن لها وطنها حياة كريمة إذا ما عرفت أن هذا الصحفي يتم استغلاله من قبل الأحزاب والمشايخ والشخصيات النافذة لكتابة أخبار عنهم والدفاع عن مواقفهم التي لا تخدم إلا مصالحهم مقابل فتات من المال لا يسد حاجة يومه؟ ماذا ستفعل هذه الصحفية التي تعمل في ظروف مواتية إذا ما عرفت أن هذا الصحفي إذا ما تعرضت حرياته لا يجد من يدافع عنه وليس لديه ما يدفعه لمحاميه؟ - هذا حال الصحفيين في بلادنا بالإضافة إلى أنهم عندما يبدعون في أعمالهم لا يكافأون كما يجب.. كنا قد اقترحنا قبل سنوات أن تقر الدولة جائزة أو مجموعة جوائز الصحافة أسوة ببعض الدول العربية كأن تكون هناك جائزة الدولة التشجيعية لفن صياغة الأخبار، لفن التحليل الإخباري، لفن الإخراج المتميز، لفن المقالة، لفن الصحافة الاستقصائية و.....الخ لجميع فروع الصحافة حتى تكون حافزاً ودافعاً للصحفيين والعاملين في مهنة الصحافة بدلاً من ترك الصحفيين كالمتسولين يثيرون الحزن والشفقة. - إن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية لكنها الأصعب للصحفيين لأن المطلوب منهم مواقف جادة في هذه الظروف السياسية الحساسة والصحفي عادة لا يعرف اللون الرمادي إما أن يكون مع أو ضد وهذا يعني أنه سيدفع ثمن مواقفه وقد يدفع حياته في ظل عدم وجود تأمين له أو لأولاده.. حتى بادرة المدينة السكنية للإعلاميين أو لأعضاء نقابة الصحفيين لم تتحقق.. نأمل من رئيس الجمهورية أن يولى فئة الصحفيين اهتماماً أكبر وحتى لا يكونون عرضة لهذه المواقف المؤلمة؟ - بيني وبينكم الحال يدعو للرثاء على أوضاع كل الفئات والشعب اليمني بطبيعته شعب صبور ويتكيف مع كل الظروف وارحم الراحمين معه.