«تعز» هذه المدينة التي يصفها المركز وأهله في صنعاء أنها قرية صغيرة لا ترقى إلى مستوى العاصمة؛ هي مدينة ينحت أبناؤها في الصخر في كل بقاع الجمهورية اليمنية، ينحتون بأصابعهم في الصخر ليعيشوا عزيزي النفوس، ليعلّموا أبناءهم كيف يحيون بسلام، تجدهم أكثر المهاجرين خارج الوطن أيضاً يبحثون عن حياة أفضل لأبنائهم. لكن تعز تلك التي تركوها قرية صغيرة بالفعل مازالت لم تشب عن الطوق، مازالت مؤسّساتها بعد اثنين وخمسين عاماً من الثورة السبتمبرية لا تجد مؤسّساتها تعمل بنظام عمل مؤسّسي، لن أتحدّث عن الكهرباء؛ لأن المحطات خارج تعز، ولن أتحدّث عن أي شيء مركز التحكّم الآلي فيه من صنعاء، دعوني فقط أتحدّث عن مكتب التحسين والنظافة في تعز. مكتب التحسين والنظافة في تعز؛ لا يحتاج إلى محطّات توليد طاقة من مأرب، معدّاته في بضع سيارات وأدوات نصفها مركون في حوش المكتب وبعضها تمشي بعمر فوق عمرها وبعضها في علم الله..!!. أما عمّال النظافة فهم الذين يستطيعون تحريك العمل وفق إرادتهم، شهراً يضربون من أجل تثبيتهم، وشهراً يطالبون بزيادة رواتبهم، وشهراً يعترضون، والنتيجة أنه كلما حدث شيء تتراكم القمامة في مدينة تعز لتصبح قبلة للأمراض. نعلم الآن بأنه موسم مطر، والجو حار، والقمامة متراكمة، ينزل المطر فتختلط كل القاذورات مع بعضها لتمر بكل شوارع المدينة، ولانخفاض الوعي تجد الأطفال يسرحون ويمرحون بين المطر والتلوّث الحاصل لاختلاط المجاري والقمامة بمياه المطر. لذا أدعو المحافظ إلى عمل تغيير في منظومة عمل مكتب التحسين، منظومة تعتمد على التعاقد مع شركات خاصة توفّر عمّال النظافة، بعيداً عن روتين العمل الحكومي الذي أثبتت التجارب أنه لا يسير العمل فيه إلا بسوط الشيخ، و«لو غاب القط العب يا فأر» لأنه إذا لم يحصل العامل في الحكومة على حقوقه سيلجأ إلى الإضراب والنتيجة أن «تعز» أصبحت مضرب المثل في انتشار القمامة، وهي مأوى كبير لحمّى الضنك، لكن التعاقد مع شركات خاصة سيحل هذا الإشكال وقد يتغيّر شكل تعز إلى الأفضل. ها نحن في أيام مباركة ونستقبل عيد الأضحى بالخروج وشراء متطلبات العيد، والطلاب في المدارس، وكلنا نمر وأيدينا تغلق أنوفنا من قوة النوشادر الذي تبعثه القمامة المتكدّسة في الشوارع، فإلى متى سيظل مكتب التحسين يسير بقوة العصا، نريد عملاً مؤسسياً لهذا المكتب، يستمر عمله بحضور الإدارة أو غيابها، ولن يتم ذلك إلا بإحقاق الحقوق ومن ثم تحقيق مبدأ الثواب والعقاب أو التعاقد مع شركات خاصة. [email protected]