شهدت مدينة تعز في الآونة الأخيرة أزمة تكد س غير مسبوق لأكوام القمامة في شوارع وأحياء المدينة , , مما أدى إلى حدوث مشاكل بيئية أثرت بشكل مباشر على صحة المواطنين , والتي حدثت نتيجة لمجموعة من الأسباب يتمثل أبرزها في حالة الاضطرابات الأمنية الحاصلة هذه الأيام في المدينة , إضافة إلى حركة الإضرابات التي ينفذها عمال مشروع النظافة للمطالبة بالتثبيت , أو احتجاجاً على حدوث تأخير لمستحقاتهم. (500) طن من المخلفات يتم رفعها يومياً في مدينة تعز بحسب إحصائيات مشروع النظافة , مما يجعل مسألة ترحيل القمامة أمراً لايحتمل التأخير , نظراً لما يمكن ان ينجم عن ذلك من مشاكل خطيرة على صحة الإنسان من خلال انتشار الأمراض والأوبئة حيث تجد الحشرات الناقلة للأوبئة أعشاشاً آمنة في أحضان النفايات . وتشير دراسة تم إجراؤها حول المخلفات في مدينة تعز إلى أن الفرد ينتج من القمامة بحدود (600) جرام في اليوم الواحد كمعدل متوسط . ضد القاذورات أمام وضع كهذا , وفي مدينة تتسم بالعشوائية وانعدام التنظيم العمراني , يخوض مشروع النظافة معركة لاتتوقف ضد القاذورات , جنودها (1299) عاملاً وعاملة يواصلون الليل بالنهار من أجل تخليص المدينة من كل ما يعلق بها من أوساخ . مستنقع أوساخ وعندما توقفت أعمال النظافة وعمليات ترحيل القمامة لمدة ستة أيام تقريباً تحولت المدينة إلى مستنقع أوساخ لا تحتمل , حيث احتلت النفايات بروائحها الكريهة مدينة تعز, وقد وجدت فيها حشرات الذباب والبعوض مكاناً خصباً للتكاثر, وسرعان ما بدأت المستشفيات باستقبال الحالات المتأثرة بتفشي القاذورات. نفايات من جميع الجهات فرحان داؤود إبراهيم من سكان المدينة القديمة , وهو أحد ضحايا تردي أعمال النظافة التي تعايشها مدينة تعز في الآونة الأخيرة يقول فرحان :( يلقي الناس بمخلفاتهم أمام منزلي لتأتي عربة النظافة وتحملها لكن الآن أصبحت القمامة تتراكم أمام منزلي لأكثر من أسبوع وقد أصيب اثنان من أطفالي بحالة إسهال حادة شخصها الأطباء بأنها ناتجة عن القمامة التي تحاصر منزلي ). نظرة صافية من بين الأوساخ أزمة تراكم الأوساخ جعلت الناس ينظرون بعين نقية للجهد الذي يبذله عمال النظافة بصمت, وهو أمر يعبر عنه المواطن حافظ السيد بالقول :( من المفترض أن يخصص يوم ما في السنة للاحتفاء بعامل النظافة تقديراً لدوره وتكريماً لجهوده التي أشعرتنا بها هذه الأزمة وجعلتنا نحس أنه لولا عامل النظافة لما كبرت المدينة ). مشروع القمامة عند زيارتنا لمقر مشروع النظافة بمدينة تعز كانت تنبعث من أرضية باحة المشروع رائحة نتنة مما جعلنا نحس للوهلة الأولى أن مشروع النظافة بحاجة إلى من ينظفه أولاً, وعندما تساءلنا عن سبب تلك الرائحة بدأت الأسباب تتكشف عن مشكلة تراجع أعمال النظافة في المدينة فقد تبين أن إدارة المشروع اضطرت لاستخدام ساحة المشروع كمقلب للقمامة المجمعة من شوارع وأحياء المدينة بعد أن قام بعض أهالي القرى المحيطة بمقلب القمامة الرئيس الواقع في منطقة حذران بمنع عربات نقل القمامة من إفراغ حمولتها بالمقلب بسبب المشاكل التي بات هذا المقلب يشكلها على الاهالي وهو أمر جعل ادارة المشروع تستعمل ساحة المبنى المخصص لها كمقلب مؤقت للقمامة . حلفاء القذارة لكن مشكلة منع نقل القمامة التي تم حلها لم تكن سوى جزء من عدة مشاكل تآزرت مع بعضها في وقت واحد لتخلق أزمة تكدس القمامة في مدينة تعز أهمها تتمثل بالفوضى الأمنية التي باتت تسيطر على أجزاء من المدينة حسب قول عدد من عمال النظافة حيث يوجد في ساحة المشروع معدتان تم إحراقهما من قبل مسلحين مجهولين فيما تم نهب شاحنتين حديثتين تابعتين للمشروع . الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل لايزال هناك من يعترض سير آليات مشروع النظافة في بعض شوارع المدينة ويشهرون الأسلحة في وجه السائقين مطالبين منهم بإفراغ الوقود من خزانات شاحناتهم وإذا ما رفض السائق الامتثال لطلباتهم يتم تهديدهم بأخذ المعدة كاملة بحسب إفادة أحد السائقين العاملين في مشروع النظافة . إضرابات عمال إلى جانب المشاكل الأمنية يوجد هناك قضية الإضرابات المتكررة التي ينفذها العمال للمطالبة بحقهم في التثبيت بوظائف رسمية وتارة احتجاجاً على تأخر مستحقاتهم من رواتب ومكافآت . نقص الموارد التي أشارت إليه مصادر مطلعة في مكتب تحسين المدينة وهو الجهة التي يتبعها مشروع النظافة أدى بدوره الى توقف عدد من معدات النظافة لأسباب بسيطة مثل عدم توفير الإطارات أو بعض قطع الغيار اللازمة لتحريك هذه المعدات . نصف القمامة فقط المشاكل التي يعانيها مشروع النظافة تحولت الى قمامة متراكمة في الشارع, فخلال شهر يونيو الماضي رحل مشروع النظافة نصف كمية القمامة التي اعتاد على ترحيلها شهرياً..يقول الأخ عبدالحكيم ناصر رئيس قسم الترحيل بمشروع النظافة: (قمنا خلال شهر يونيو الماضي بترحيل (5554) طناً فقط بينما نقوم عادة بترحيل عشرة آلاف طن بالمتوسط شهرياً , فقد أدت الأسباب الأمنية إلى نقص في عدد الرحلات التي تجري شهرياً لنقل القمامة من (3000)رحلة إلى (1640) رحلة الشهر الماضي.