هناك من يفسرون هذا الحديث وفي هذه الأيام عكس ما فسره الأوائل وإن كان واضحاً لمن يعانون عدم الأمان وانتشار الفتن بأنهم الأمان في اليمن، وتمّموا عقيدتهم بالوصف النبوي لأهل اليمن بأنهم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية. ومن يومها تكالب الكائدون على اليمن لهلاك الشعب وإحراق الأرض وتمزيقه إرباً إرباً، وتجلى ذلك بعد قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر عامي 62، 63 بعد أن كادت ثورة 48 أن تعصف بمملكة هلامية في المظهر والجوهر تحكمها الشعوذة والقسوة التي يتبعها المشعوذون دائماً رغم أن ضحاياهم هم كانوا شبه عقلاء أو عقلاء بالكامل فرضت عليهم أسرهم الذهاب إليهم بنصيحة مجرب لم يثبت أنه استفاد منهم أبداً. وكانت المؤامراة قد بلغت أوجها في عامي 93، 94 وشكلت بعض القوى الإقليمية المجاورة غرفة عمليات لإدارة الصراع بين الإخوة في اليمن، ضمت أفراد الأسرة التي استقبلها أحد أقطاب القيادة اليمنية بالترحاب غير المسبوق حين عرج عليها وهو في طريقه إلى عدن بعد توقيعه وثيقة العهد والاتفاق في دولة عربية أخرى بدلاً من عودته إلى صنعاء. وما هي إلا أيام حتى وقعت أول معركة بين رفقاء السلاح المدرع في عمران وكانت من العنف ما دفع ببعض المحللين بأنها كشفت الاستعداد والتجهيز وبأحدث الدبابات والمدافع والصواريخ لإنهاء الخصومة بالتوعد وصولاً إلى إخضاع كل المواقع والقيادات، ورفع راية الاستسلام، لينفرد بحكم الجمهورية اليمنية شخص أو فصيل بعد مضي ثلاث سنوات فقط من قيام الجمهورية اليمنية عام 90. ثم توسعت المعارك لتشمل المعسكرات المتباعدة ومنها ذمار ويريم ثم لحج وأبين وإب، وتولت بعض نفس القوى الخارجية تمويل طرف على طرف بالأموال والأسلحة، بما في ذلك طائرات الميج 29 والحملة الإعلامية والدبلوماسية لحشد الرأي العام في الأممالمتحدة وفي أقطار عدة حتى إن دبلوماسياً من دولة مجاورة ظهر بقوة يثبت أنه رجل مخابرات من الطراز الأول؛ كونه تدرب على أيدي المخابرات المركزية الأمريكية، وكاد يحصل على قرار من مجلس الأمن للتدخل في اليمن وفق البند السابع ضد طرف واحد؛ باعتباره شن الحرب العدوانية ضد دول معروفة باسمها وحدودها، وكانت عضواً في الجمعية العامة إلى عهد قريب، وقد تصدت له الدبلوماسية اليمنية الممثلة بالشهيد عبدالعزيز عبدالغني والدكتور عبدالكريم الإرياني، ونجحت في منعه من التدخل في الشأن اليمني وإخراجه من جلسة مجلس الأمن يجر أذيال الهزيمة. وقد ذكرني ظهور أحد الأشخاص المعروفين بكراهيتهم لليمن في قناة فضائية تابعة لنفس القوى التي خصصت للحرب اليمنية عام 94م بإصدار يومي ينقل بيانات وأخبار أحد طرفي النزاع طيلة أمد الحرب والمواقف الأخرى المؤيدة لها في تدخلها حين قال إنهم يمدون أيديهم إلى تلك القوى، ومحذراً كل من ينكر سيادتهم على باب المندب وجزيرة ميون وجزيرة كمران!.