ما الذي يحدث.. ما الذي يجري؟.. يالهول الواقع الذي نعيشه، مسار الكارثة يحيط بنا جميعاً دون استثناء.. أيها اليمانيون أين حكمة حكمائكم هل فقدنا بعضاً من ثوابتنا حتى أحاطت بنا دائرة الذهول وصرنا لا ندرك حتى أولوياتنا الوطنية وحتى الإنسانية. ما يعيشه وما يشهده الوطن من حالات انحسار للمبادئ وسلوك الخير وتربّع لنوازع الشر ولهث وراء المصالح دون اكتراث أي منا بالتبعات المؤلمة والفاجعة إن وقع الفأس في الرأس.. إن حالات التبلّد التي أُصيب بها المعنيون وإلى جانبهم فقدان العقلاء لذاتهم وجنوح الحكماء عن مسئولياتهم لأمر خطير بل وبالغ الخطورة، لماذا كل ماحدث ويحدث في رحاب اليمن وشعبها العريق بحضارته المشهود لها عبر التاريخ.. إلى متى سنظل نرى ولا نفهم ونستمع ولا نعي حجم الخطر والهاوية السحيقة التي يقودنا إليها البعض؟.. أليس الخلل الذي أصاب قادة الحل والعقد بمقتل قد أفرز ذهولاً فينا حتى صرنا نفتقد حتى للدفاع عن مسار السفينة التي تتجاذبها الأمواج العاتية نحو نهاية المجهول. إلى متى سنظل وأعنى هنا سواد الأمة الأعظم ومصدر إلهام انتشال الوطن والأمة من واقع الحال المُر؟.. لقد ضُربت كافة مجالات الحياة بمقتل حتى أصحاب الرأي والفكر السديد.. لا ندري لماذا عزفوا عن مسئولياتهم؟. ألا تكفي في واقعنا حالات انتشار الفوضى والاختلالات الأمنية وقتل النفس التي حرّم الله؟، ألا يكفي أن يصل حالنا حد الخوف من المستقبل؟.. من الغد ومابعده والسياحة ضُربت والانتاج بمفهومه الصحيح قد شُلّ وصراع المصالح والنفوذ استشرى وغاب عن واقعنا مرجعيات الأمة في الخطوب والشدائد وتمترس اصحاب الثروات بمصير ومسار الأمة والوطن. واقعنا لم يعد يقبل المهادنة ولا المكايدات السياسية أو غير السياسية والا انتهاز اختلالاته.. فكيان الوطن تنخره الجرذان ومصير الأمة وسفينتها في خطر.. هذا ليس تشاؤماً كما قد يحلو للبعض اعتباره أو تفسيره.. وإنما إفراز لحالات الذهول والوجوم التي باتت واضحة تستوطن عقولنا ورؤانا. إن من لا وطن له.. لا هوية له.. ووطننا الذي تحيط به الأخطار وتشتد عليه المؤامرات تستدعي نجديته اليوم أكثر من أي وقت مضى.. انبراء العقلاء والحكماء إن وُجدوا ليطلقوا صرختهم ويفرضوا مواقفهم لوقف إرهاصات الواقع التي تقود إلى الضياع والأخذ بزمام أمور الأمة إلى برّ الأمان.. ما لم فنقول: لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم. لطفي بوشناق الفنان التونسي العروبي والوطني الكبير غنّى وأنشد بمرارة وليس بفرحة للواقع العربي.. وإن كان قد عنى به تونس فإن تلك الأنشودة لامست واقع العديد من الدول العربية التي أصيبت بكارثة ما أطلق عليه بثورة الربيع العربي.. وبعض من كلمات محاكاته في أنشودته أنه طالب الناهبين ومن ركبوا مسار تلك الثورات والأزمات قائلاً: خذوا المغانم والمكاسب بس خلو لنا الوطن.. ووطننا اليوم يئن من نوازع الصراعات والتطرّف وحالات التشظي.. ومحاولات أعداء الوحدة والأمن والاستقرار الذين ينحون نحو إعادة تمزيق الوطن وتشتيت ماتبقىمن ركائز نهضته وتقدمه. ومعذرة من القرّاء الأعزاء.. فواقعنا اليوم يرفض المهادنة والمواربة والهروب من تحمّل كلّ منا لمسئولياته وقول الحقيقة ولو كانت مُرّة وأن نحذر من السقوط قبل الكارثة أفضل ألف مرة من بعد حدوثها.. والله نسأله تعالى أن يدرأ عن وطننا وشعبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والله نسأله رد كيد أعداء الوطن في نحورهم إنه سميع مجيب.