بملء أفواهنا، ومن صميم قلوبنا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ اليمن من أي مكروه، ونسأله تعالى أن يجنّب اليمن الأرض والشعب الفتن ما ظهر منها وما بطن، الوطن والشعب لم يعودوا بقادرين على تحمُّل تبعات الواقع المتشظّي، الوطن بحاجة إلى لملمة جراحات أبنائه وتجاوز كل خلافاتهم، الأوجاع والآلام وإنكائها تستدعي مداواة الحكماء. يا عقلاء الأمة أين أنتم، لماذا الوهن والسكون والسكوت إزاء ما يتهدّد الوطن وأبناءه، أين مرجعيات الأمة وفطاحلة الحل والعقد مما دار ويدور، أين أمناء الأمة ورعاتها مما يحصل لها..؟!. تساؤلات عديدة تبحث عن حلول شافية وناجعة كون الصمت والتزامه جريمة وهروباً عن واجبات المواطنة الصالحة، إن أعداء الأمة والوطن وقد كشّروا عن أنيابهم بعد أن أميط لثامهم يستوجبون صحوة وطنية، صارت الملاذ الوحيد لعلاج كافة أوجاع الأمة، فهل أدركنا ذلك..؟!. إن قراءة فاحصة في المشهد الوطني وتداعي الأحداث والأخطار المحدقة به؛ لابد لكل منا أن يستوعب أبعادها المُرّة والمؤلمة، ولابد أن تذكي في كل منا روح الشعور بالمسؤولية والأمانة المُلقاة علينا جميعاً في سبيل تجاوز ذلك الواقع المرير؛ إذ لا مفر أو مناص لأي منّا أن يُحاسب نفسه تجاه قصوره وتهرّبه من التزاماته وواجباته الوطنية. لقد سبق أن تناولنا واقع الحال، وحذّرنا من تداعيات الوقوف موقع المتفرّج، وناشدنا العقلاء والحكماء إلى كلمة وفعل سواء يعالج جراحات الأمة وينأي بها عمّا آلت إليه، وشدّدنا على أن الحكمة التي هي ضالة المؤمن كانت ضالة اليمنيين على مر التاريخ، وهي الحكمة التي أشاد بها الرسول الأعظم محمد صلّى الله عليه وسلّم حين أتاه أهل اليمن. واليوم ها نحن نكرّر مناشدتنا من أن تتجلّى حكمة اليمنيين في تجنيب الوطن والأمة التداعيات التي تلبّد أجواء يمن الإيمان والحكمة؛ إذ لم يعد هناك من أي مبرّر أمام الحكماء؛ لأن يظلّوا بعيدين عن مسؤولياتهم وواجباتهم أمام الله والوطن والأمة. القضية التي تهدّد الوطن والأمة بالتمزُّق والتشتُّت صارت من الخطورة ما تفرض على القيادات سياسية وقبلية ومنظمات مجتمع مدني وقادة أحزاب ورأي وفكر واجتماع أن يتداعوا وبصورة عاجلة إلى تغليب المصلحة العامة، والوصول إلى مخارج تعزّز من لُحمة الوطن وتنفيذ مقرارات الإجماع الوطني. وتاريخنا العريق والمعاصر لن يرحم كل من يتخاذل عن واجباته أو يفرّط بمسؤولياته أو يتهرّب من أمانته، وإن حدث للوطن وللأمة أي مكروه فسوف لن ترحم أجيال الحاضر والمستقبل كل متقاعس، وسيُحاسب شعبنا كل من كان بقدرته العمل على تجنيب البلاد والعباد فتن الحاضر وأوجاعه ولم يبادروا قبل فوات الأوان بتدارك ما آلت إليه الأوضاع. اليوم نطالب بتداعي عُقلاء الأمة وحكمائها إلى دعم تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة باعتبار ما عداه هو الانجراف نحو المجهول الذي نتمنّى من الله سبحانه وتعالى أن يرفق بالأمة والوطن من آثاره التدميرية، فليس هناك من حلٍ لأوجاعنا إلا من خلال انبلاج حكمتنا والتفافنا حول تنفيذ اتفاق السلم والشراكة حتى ينجو الجميع ونصل بالوطن إلى شاطئ الأمان، فهل أدركنا ذلك..؟!. نتمنّى من الله أن يحفظ اليمن من كل مكروه، وأن يجنّبها مصائب الزمن ونوازع الفتن.