الاستهداف الممنهج وغير الممنهج لأمن الوطن والمواطن لا يخدم سوى أعداء هذا الوطن مهما كانت النوايا ومهما كانت التفسيرات. اليمنيون واليمن الخاسرون دوماً من موجات التخريب والهدم للبنى التحتية والاغتيالات للقيادات الأمنية والعسكرية والمدنية.. تلك الموجات التي اتسعت لتطال الطفولة والمرأة.. والمدرسة والمستشفى بعد الطريق. النتائج المذهلة للبيانات والأرقام التي تسببت بها الاغتيالات وأفعال التخريب والتقطع التي أفصحت عنها بعض التقارير مع نهاية العام المنصرم 2013م والبدايات الأكثر قلقاً والمبكرة مع مطلع العام الجاري يجب أن توقظ النائمين من سباتهم العميق.. وأن تدق ناقوس الخطر في مسامع كل أبناء هذا الوطن دون استثناء ليشعر الجميع بحجم مسئولياتهم كلٌّ من موقعه والتداعي لتدارك الأخطار المحدقة بالجميع كوننا جميعاً نبحر على سفينة الوطن الواحد وأي ثقب يحاول أعداء الوطن وتقدمه إحداثه في أي مكان من هذه السفينة لا شك أنها ستقود فعلاً إلى غرقها وهلاك من عليها. إن الوطن اليوم في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لتغليب كافة أبنائه للمصلحة العامة والتجرد من المصالح الآنية والذاتية والضيقة.. والتسليم بأن لا متسع من الوقت أمامهم للمناورات والمكايدات والمماحكات سواء أكان دافعها حزبياً أم دونياً.. فما لحق بالوطن قد أحدث جراحاً غائرة في واقع الأمة وجسدها وألحق الضرر الفادح بمنجزاتها وساهم إلى حد كبير في وقف مسيرة بناء الوطن الذي ينتمي إليه الجميع وفي كنفه وعطائه يعيش الجميع. يجب على كل مواطن أن يدرك تداعيات الواقع.. وأن يتبصر بما قد يؤول إليه.. فالقتل وتخريب المرافق الخدمية والتنموية وضرب الأمن والاستقرار أساس مقومات البناء والتنمية والسياحة بمقتل قد أخل بجوانب حياتنا والرضوخ لهذا الوضع خيانة للأمانة التي حملنا الله سبحانه وتعالى إياها والتي سنحاسب عليها في ساحة لا فيها منقذ أو صاحب أو جاه أو مال أو ولد. إن تدمير مقومات وأسس حياة الناس وقتل الأنفس من أشد الجرائم خطراً وضرراً على الأمة والوطن. أين حكماء اليمن وأين عقلاءها.. أين مرجعياتها وأين علماءها.. أين مثقفي وأدباء وصحفيي اليمن؟ أين أهل العقد والحل مما دار ويدور؟.. هل فُقد ضمير الأمة.. ألم توقظ في الجميع نيران الفتن التي تشتعل هنا وهناك؟. ألا يهمها قطع الطرقات وقطع السبيل؟.. ألا يوقظها مسلسل الاغتيالات؟ ألا تصحّيها حالات العبث بممتلكات الأمة من مرافق خدمية وغيرها وما لحق ويلحق بثرواتها النفطية والغازية وبخطوط الكهرباء والاتصالات وأهم من هذا وذاك ما يلحق بوحدة الوطن، أثمن وأغلى مكاسب وتضحيات ثورتي سبتمبر وأكتوبر. فلقد بلغ السيل الزُبى. إلهي.. اللهم إنا نشكو إليك حال واقعنا وهوان ساستنا ومفكرينا وعقلائنا وذوي شئوننا وأمور حياتنا.. ونسألك لطفاً بالبلاد والعباد كون لا مخلوق بقدرته رد القضاء.. اللهم فاشهد ألا هل بلغت اللهم فأشهد.