نحن بحاجة ماسة إلى الرحمة، نحتاج الرحمة من أجلنا وتحتاجنا الرحمة من أجلنا أيضاً,عند مانفرط في الرحمة نفرط في إنسانيتنا وإيماننا وعلاقتنا بالخالق.. الرحمة هي الفاصل بين الإنسان والسبع، بين الاحساس والجماد،فأين نحن من الرحمة لنتحسسها في قلوبنا؟.. ربما تكون قد خرجت بعيداً واستطونت محلها القسوة والجلافة وبسببها نعيش كل هذا الشقاء والتوحش. الرحمة حالة إغمار إنساني تشيع الأمان وتنشر المعروف والسلام لكل مخلوق إنساناً وطيراً وحيواناً. تتعامل الرحمة بلطف حتى مع الأشجار والنبات والأحجار والطبيعة لتصبح الرحمة نور الحضارة الإنسانية وأساسها، فتحب كل إنسان وتتضامن مع كل مكلوم وتعين كل منكوب وتدافع عن كل مظلوم بل وترحم الحيوانات والطير وكل ذي نفس تشفق عليها وتواسيها وتمد يد المساعدة ما استطاعت. بسبب إنقاذ كلب من العطش دخل رجل الجنة، بينما دخلت امرأة النار في «هرة» حبستها لاهي أطعمتها ولا هي أطلقت حريتها لتأكل من حشائش الأرض، يعني تسببت في جوع «هرة» وليس إنساناً ومجتمعاً وشعوباً، وهذا الحديث نعرفه ونسمعه جيداً، لكن مالا نفعله هو التأمل القلبي والإيماني والأخلاقي الذي يجب أن ينعكس في معاملتنا في الحياة كمسلمين نقود مسيرة الحب والرحمة .. الرحمة نور ينبعث من النفس فترحم نفسك ولا تكلفها مالا تطيق من مظالم ومصائب وتخرج من دائرة النفس إلى الأقربين، الوالدين الأسرة، الزوجة والأولاد والأقارب والجيران وأصدقاء العمل و«العيش والملح». كل هؤلاء دائرتك الإنسانية القريبة ومن لا يحس بالرحمة ولا يمارسها في هذه الدائرة القريبة فلن يجدها في الدائرة البعيدة فليبحث عنها في نداء الغائبين ولن يكون منه خير لبيته الكبير الوطن والإنسان. بالرحمة نعيش إنسانيتنا المؤمنة والإنسان بدون رحمة وحش غليظ وموحش. أنظر إلى مكانة الرحمة في قلبك ترَ مكانك عند الله، فالراحمون يرحمهم الرحمن ومن يرحمه الله ينظر إليه ومن نظر إليه أحبه ومن أحبه فاز . وجمعتكم مباركة [email protected]