إن استهداف الحكماء والعلماء بالاغتيالات الإرهابية من أعظم الفواجع على الشعوب ومن أعظم الكوارث، لأن الحكماء والعلماء مصابيح النور التي تضيء دروب الحرية والكرامة، ولأنهم المرجعيات العقلانية القادرة على تقديم المفيد والنافع لشعوبهم وبالتالي عندما يخسر اليمن علماً من أعلامه وحكيماً من حكمائه وعالماً من علمائه فإن الخسارة كارثية، الأمر الذي يعني أن الإرهاب يستهدف العقول المستنيرة لأن الذين يصنعون الإرهاب يستهدفون العقل اليمني ويحاولون القضاء على القدرات العلمية ليصبح اليمن خالياً من الحكماء والعقلاء الذين يجنّبون الوطن ويلات الاختلاف الذي يستغله العدو لمنع اليمن من إحداث التطوير والتحديث والتنوير المعرفي. إن استهداف التنوير في اليمن من الأعمال الأشد جرماً والأعظم فاجعة، ومن أجل ذلك ينبغي على الكافة الوقوف أمام هذا الخطر الذي يهدّد حياة كواكب النور والمعرفة الذين جعلوا حياتهم في سبيل المعرفة وتنوير الأجيال وتزويدهم بالمعارف التي تحقق لهم السعادة والريادة وتجعل من اليمن مصدراً للنور والمعرفة ومنبعاً للحضارة الإنسانية، وهنا ينبغي على الجهات المعنية بالحماية بعد الله أن تقوم بواجباتها المقدسة في الحرص المطلق على العقول الاستراتيجية في الفكر اليمني . إن استهداف الإرهاب والإجرام للأستاذ الدكتور محمد عبدالملك المتوكل واحدة من أعظم جرائم الإرهاب التي تستهدف اليمن وأهلها الكرام، وقد فُجع الشعب اليمني بكل مكوناته البشرية والجغرافية لاغتيال العلم المفكّر صاحب التنوير الذي احتاج إليه الشعب في مختلف مراحل حياته والذي قدم كل ما بوسعه من أجل الحرية والكرامة منذ نعومة أظافره وجعل من عزّة الوطن همّه الأعظم ورسالته التي قدمها لطلابه، واليوم يخسر اليمن قاطبة رائداً من روّاد التحديث والتنوير المعرفي الذي قدّم خلاصة فكره من أجل عزّة اليمن وأهلها. إن حجم الخسارة في فقدان هذا العلم الرائد لايقدّر، فقد كان صاحب الرأي الذي يغلّب المصالح العليا للبلاد على ما عداها من المصالح وكان قائد التنوير المعرفي، فما كل واحد منا إلا وكان الأستاذ الدكتور المفكّر محمد عبدالملك المتوكل حاضراً لديه بعطاءاته الفكرية والعلمية من خلال مؤلفاته ولقاءاته وحواراته التي كانت تفتح آفاقاً جديدة أمام التطوير والتحديث من أجل الانطلاق باليمن نحو الأفضل، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصدّيقين وألهم الشعب الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.