تُعد الفنون اليمنية صوراً جمالية مفعمة وشاملة، ثرية بملامح الروعة والجمال وأساليب فنّياتها التي تكاد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالدلالة التاريخية وقيمتها الأثرية التي تُجسّد رُقي الإنسان اليمني وحضارته الأزلية التاريخيه. كثيرةٌ هي الفنون ومنها الرسم والنحت والنقوش التصويرية، ومنها الأغنية اليمنية التي تعود جذورها إلى فترة ما قبل التاريخ. هنالك إجماع على أن الأغنية اليمنية تمتاز بحسٍّ عالٍ وراقٍ هو ذاته الذي جعلها تصل إلى جنوب شرق آسيا، وأن تكون عموداً من أعمدة الفن في الخليج والوطن العربي و الأكثر إعجاباً ليس ذلك فحسب بل أهمية الألوان الغنائية ذاتها جعلت اليونيسكو تدرجها ضمن روائع التراث العالمي. ولكن مؤخراً واجهت الأغنية اليمنية الكثير من التحدّيات على رأسها الصراعات الداخلية، مماجعل الحياة الفنية تعيش بين سندان التألق ومطرقة التدهور ولم تعد كما كان طابعها في السابق من التشجيع والاهتمام والدور الذي تلعبه كرسالة تخاطب الواقع والروح البشرية وذلك نتيجة التدهور واللامبالاة من قِبل وزارة الثقافة سابقاً، الأمر ذاته الذي جعل مغادرة عشرات الفنانين اليمنيين إلى بلدان أخرى بحثاً عن الدعم والاهتمام التي تجعله فناناً بماتحمله الكلمة من معنى. رغم المشهد الطافح الذي خيّم على الحياة الفنية والواقع إلا أن الأمل أنجب أصواتاً جميلة تبرز يوماً بعد يوم، ومنها صوت الشاب “وليد الجيلاني” والمشارك في برنامج “آرب أيدول” والذي برز مؤخراً تاركاً خلفه ركام اليأس حاملاً بين حجرات صوته تراثاً وفناً يمنياً يُحاكي الروح والواقع.