تُعد البيئة الصحفية في اليمن واحدة من أعقد وأخطر البيئات الصحفية في العالم؛ إذ يتقاطع فيها العامل السياسي بالديني بالاقتصادي، وهذا ما جعل الصحافي اليمني يعيش حالة من القلق المهني والمعيشي، وبحسب تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” الفرنسية للعام 2012م؛ فإن اليمن ظلّت ماكثة في خانة العشر الدول الأخيرة في حرية الصحافة؛ إذ أخذت الخانة (169) من أصل قائمة تضم (179) دولة. ويسجّل تقرير صادر عن نقابة الصحافيين اليمنيين (333) حالة انتهاك تعرّض لها الصحافيون خلال العام 2011م، وتنوّعت بين الاعتداء الجسدي ومصادرة الصحف والاعتقال والاختطاف والتهديد اللفظي والقتل والإيقاف عن العمل والحجب والقرصنة وإغلاق مكاتب وسائل إعلام مرخّص لها. ومن خلال تقرير صادر في فبراير 2013م عن “مؤسسة حرية” اليمنية تم رصد (260) حالة انتهاك ضد الصحافيين في اليمن خلال العام 2012م خلّفت (432) ضحيّة من الإعلاميين الذين تعرّضوا لحالات انتهاك أبرزها: 119 حالة اعتداءات، 34 اعتقال وحجز، 6 حالات اختفاء واختطاف، 19 محاكمة، 12 حالة شروع في القتل، 8 نهب وإتلاف أدوات العمل، 23 إيقاف وفصل من العمل، 86 حالة مصادرة أدوات العمل، و8 حالات سب وتحريض. فيما كان العام 2013م أقل من سلفه في عدد الانتهاكات التي تعرّض لها الصحافيون في اليمن بعدد 282 حالة انتهاك، توزّعت بين حالة قتل واحدة أودت بحياة الزميل وجدي الشعبي في 22 فبراير 2013م بعدن، و12 حالة شروع في القتل، و13 حالة اختطاف وإخفاء؛ بينها حالتا اختطاف لصحافيين أجانب، و4 محاكمات، و8 إيقاف وفصل من العمل، و17 إتلاف لأدوات العمل، و16 سب وتحريض، و67 منع ومصادرة أدوات العمل، و58 حالة تهديد. اللافت في تقرير “مؤسسة حرية” - وهي أفضل جهة مدنية محايدة في رصد وتتبُّع حالات الانتهاك التي يتعرّض لها الصحافيون أو يتسبّب بها الصحافيون ضد آخرين - اللافت في التقرير هو أن الجهات الرسمية لم تعد وحدها التي تتصدّر قوائم منتهكي الحريّات الصحفية، فهناك 84 حالة انتهاك ضد الصحافة ارتكبها مجهولون، و81 حالة انتهاك تسبّب بها الجيش والأمن، و36 حالة انتهاك ارتكبها نافذون، و35 حالة ارتكبتها جماعات مسلّحة، و22 حالة ارتكبتها السلطات الحكومية، و18 حالة ارتكبتها جهات العمل و4 حالات انتهاك ارتكبتها جهات قضائية وحالتان ارتكبتهما جهات حزبية. وأن تكون من بين الوسائل الإعلامية التي تعرّضت للانتهاك 50 وسيلة حكومية؛ فهذا مؤشّر خطير على ضعف شديد في بُنية الدولة وانهيار جهازها الأمني الذي بات عاجزاً عن حماية مؤسسات دولته، وانتهكت أيضاً حقوق 159 وسيلة إعلامية أهلية و61 وسيلة خارجية و12 وسيلة حزبية. [email protected]