أمن وحماية الصحافيين من الانتهاكات أو الملاحقات القضائية في بيئة كاليمن؛ يختلط فيها الديني بالقبلي بالسياسي بالاجتماعي، يصبح على الصحافيين أن يتوخّوا جملة من المحاذير أثناء تأدية عملهم الصحفي، أهمها: - مراعاة القوانين والتشريعات حتى لا يقعون تحت طائلة القانون حساباً وعقاباً. - مراعاة ميثاق الشرف الصحفي، وإن لم يوجد فعليهم مراعاة ضميرهم المهني كيلا يخترقون القواعد الأخلاقية للمهنة. - مراعاة العادات والتقاليد الاجتماعية. - تجنُّب ما يثير الجماعات الدينية ورجال الدين. - تجنُّب ما يثر غضب القبيلة ويستدعي عصبيتها. وتعد البيئة الصحفية في اليمن واحدة من أعقد وأخطر البيئات الصحفية في العالم، وهذا ما جعل اليمن قابعة في خانة العشر الدول الأخيرة في حرية الصحافة؛ إذ أخذت الخانة (169) من أصل قائمة تضم (179) دولة، بحسب تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” الفرنسية للعام 2012م. وفي تقرير صادر في فبراير 2013م عن “مؤسسة حرية” اليمنية تم رصد (260) حالة انتهاك ضد الصحافيين في اليمن خلال العام 2012م خلّفت (432) ضحية من الإعلاميين الذين تعرّضوا لتلك الانتهاكات، وكانت أبرز حالات الانتهاك: الاعتداءات، الاعتقال والحجز، الاختفاء والاختطاف، الشروع في القتل، النهب والإتلاف، الإيقاف والفصل من العمل، ومصادرة أدوات العمل، والسب والتحريض. ويسجّل تقرير صادر عن نقابة الصحافيين اليمنيين (333) حالة انتهاك تعرّض لها الصحافيون خلال العام 2011م، وتنوّعت بين الاعتداء الجسدي ومصادرة الصحف والاعتقال والاختطاف والتهديد اللفظي، والقتل والإيقاف عن العمل والحجب والقرصنة وإغلاق مكاتب وسائل إعلام مرخّص لها. إن هذا الوضع المرتبك والمرعب لأداء الصحافيين اليمنيين يجعل الدولة بكل مكوّناتها أمام مسؤولية جسيمة في تخفيف المعاناة عن الصحافيين، وتوقيف التحريض المستمر ضدهم، من قبل جهات لا تحب أن تكشف الأضواء سوءاتها. وهذه الحال تستدعي أيضاً من منظمات المجتمع المدني تعضيد جهودها من أجل خلق بيئة إعلامية داعمة لثقافة التعايش والحوار والسلم الاجتماعي، وخلق وعي عام يتفهّم طبيعة العمل الصحفي، ويدرك أن مهمة الصحافي لا تزيد عن كشف الحقيقة للرأي العام، وأن الصحافيين ليسوا طرفاً في أي صراع، ولا يجب الزج بهم من أجل تصفية الحسابات بين الأطراف المتصارعة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك