لا نُجافي الحقيقة إذا قلنا إن اليمن أصبحت في حالة ليست بالفشل بل أقرب إلى الانهيار. أعني أنها لم تعان في أية مرحلة من المراحل منذ قيام الثورة السبتمبرية، وحتى اليوم ما تعانيه اليوم لم تكن حتى في تلك الظروف السوداء التي تكالبت على النظام الجمهوري كل قوى الشر من مختلف الاتجاهات، اليمن يا سادة تعاني مرحلة خطيرة جداً، وإن لم يتدارك ذلك الجميع فإن ذلك سيؤدي بالجميع إلى هوة سحيقة لن ينجو منها أحد، والمسئولية تقع على كل مكونات البلد تقع على الدولة والحكومة والأحزاب والجماعات، وكل من يعيش على هذه الأرض، فالخطر لا يستثني أحداً، والحقيقة المرّة التي يجب أن نفصح عنها هي أن الكل هو من أوصل البلد إلى هذا الوضع المأساوي، الخسّة والمكايدات وتغليب المصالح الحزبية والمناطقية هي من الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من ضيق وتخبّط، وليس هناك من ضوء يهدينا إلى الطريق الصحيح وكل حزب وجماعة ومنطقة تتمترس وراء أهدافها ومصالحها الضيقة، وكأن اليمن لا تعنيهم في شيء هذا الحزب يريد أن يُفشل ذاك الحزب بل إفشال الحكومة لخدمة أهداف ضيقة، المعطيات البارزة والمعلنة أمام الجميع تؤكد أن كل قوى أو جماعة في هذا البلد تتربّص بالقوى الأخرى من أجل إفشالها وغرض الجميع هو الوصول إلى السلطة وكرسي الحكم وتكذب كل هذه القوى والأحزاب أنها تمارس الديمقراطية، فأفعالها تتنافى تماماً مع السلوك الديمقراطي الملتزم بقيمها وأخلاقها، وما يؤكد ذلك هو أن كل هذه الأحزاب والمكونات لا تُمارس في داخلها الديمقراطية بدليل أن رئيس الحزب أو الأمين العام أسوأ أعضاء الحزب الكبار يظلون لسنوات طويلة لا يتزحزحون من أماكنهم وكأنهم في مؤسسة تجارية خاصة يمتلكونها هم لا سواهم، فكيف لهؤلاء أن يمارسوا الديمقراطية في أمور الحكم والبلد، والمطلوب هنا تشبيب كل القيادات الحزبية بل وكل المكونات النقابية والاجتماعية، وهذا ما سيساعد كثيراً على حلحلة الأمور في البلد وسيخرجها مما هي فيه من أحقاد ومكايدات وصراعات سببها ما ذكرناهم آنفاً. في الأخير أقول: إن البلد يعيش حالة من الشلل التام، اقتصادياً وأمنياً وكل النشاطات الحياتية، بالرغم من انعقاد المؤتمرات والندوات واللقاءات وعشرات اللجان المتخصصة، إلا أن البلد لم يتقدم خطوة واحدة وبتشكيل حكومة الكفاءات أعيد إلى النفوس بصيص الأمل، مع أن البلد لابد وأن يخرج من هذا النفق المظلم، ولازال الأمل في هذه الحكومة، ونحن على ثقة في قدرتها على ذلك ولن يتحقق ذلك إلا بدعم ومساندة كل الفعاليات السياحية والحزبية، وكل من أراد لليمن الخروج من هذا الضيق الذي تعيشه خصوصاً وأن معظم أعضائها من الشباب الذين يمتلكون القدرة والكفاءة والوطنية.. حفظ الله اليمن من كل سوء.