- سؤال وجهه طبيب هندي يعمل في إحدى المستشفيات الخاصة ونحن نتحدث عن سن الشيخوخة والرعاية اللازمة في هذه السن من قبل الأسرة أو من قبل المجتمع بمؤسساته المختلفة وكوننا جميعاً قادمون لهذه المرحلة بعد سنين أو بعد عقود، لذا وجب علينا ان نوفر حقوق هذه الفئة التي يشعرها مجتمعنا أنها غير ( نافعة ) أو أنها بلا عطاء في أحسن تقدير !! مع ان المرء في هذه السن يكون مليئاً بالخبرات والتجارب وكل كلمة تصدر عنه تعتبر حكمة ورؤية أو حل .. من الطبيعي في هذه السن تبدأ بعض الحواس في التدهور ، لكن الرعاية الصحية والتغذية المتوازنة يؤخران كثيراً من هذا التدهور ويؤجلانه. - الطبيب الهندي كان يستمع إلينا ونحن نناقش بلا ترتيب مسبق وضع أحد الوالدين عندما يموت شريكه حيث تبدأ الأسرة في التخطيط والترتيب لوضع الوالد أو الوالدة خاصة لو كانت الأسرة لا تمتلك بيتاً (ملك ) خاص بالأسرة وعادة يكون الترتيب بعيداً عن الشخص المعني أي لا يؤخذ رأيه بل يبلغ بالنتيجة، وهى انه سيكون ضيفاً لمدة شهر على ابنه الأكبر ثم شهر عند ابنه الأوسط ثم ، ثم إلى ان ينتهى العام أو ينتهى العمر ! وهذه المأساة حيث يفقد الأب الذى صار جداً خصوصية المكان ويكون متنقلاً من بيت إلى آخر بدون رغبة وأحياناً قد يتعرض لما يؤذيه من كلام أو سلوك ، مما ينعكس سلباً على نفسيته وكذا على صحته العامة .. فلو سئل المسنون عن المكان الذى يحبون ان يقضوا فيه بقية أعمارهم لا شك سيختارون الأماكن التي عاشوا فيها لحظات جميلة وذكريات إنسانية واجتماعية عزيزة عليهم أو الأماكن التي يشعرون فيها بالراحة والأمان .. - الطبيب الهندي قال وبعربية مكسرة : ( أين غرفة نوم ماما ) يقصد أين غرفة الوالد والوالدة كمكان ، كمقتنيات أين هي ؟ مع الأخذ في الاعتبار ان أيامهم لم تكن هناك غرف نوم لكن كانت هناك خزانات خشبية وأخرى من حديد لحفظ الملابس والأشياء الثمينة ، كان هناك فرش قطني ولحاف عتيق ومخدات من صنع أمهاتنا أين كل تلك الأشياء ؟ - أتفق مع الطبيب الهندي وأسأل لماذا تهمل أشياء والدينا ويستغنى عنها وعن كل القديم – الجميل الذى يمثل الكثير للأم وللأب ؟ وبحجة تحديث البيت وتجديد الأثاث ومواكبة الجديد متناسين ان الغرفة الدافئة التي ولدنا فيها أو كنا نجلس فيها مع والدينا هي اكثر الأماكن أماناً وطمأنينة .. - لماذا لانترك لوالدين وأجدادنا الأحياء حرية للخصوصية وكذا حرية الاختيار في كيف يعيشون حياتهم الباقية ليس في غرفة الأطفال أو في أماكن لا يرضون عنها أو بطريقة لا تناسب احتياجاتهم ؟ - ان رعاية كبار السن كرعاية الأطفال تماماً تحتاج إلى صبر وإلى قدرة على التحمل وتجديد الحياة كما أنها فن لا يجيده كل الناس .. وكما تحب ان تكون آمنا في كبرك إمنح والديك وجديك أماناً واستقراراً وأترك لهم مقتنياتهم القديمة بل واهتم بها .. كلنا قادمون إلى الشيخوخة آجلا أم عاجلا إذن فلنحسن عالمها. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر