القيم ليست كاللباس؛ متى ما شئت تحلّيت بها أو نزعتها، القيم الإنسانية نابعة من الداخل وتكتسب لتترسّخ في النفس والصورة المعاشة بين الناس، القيم الإسلامية ناتجة من مصلحة عليا في الحياة جاءت من أجل البشرية كلّها. ذُكر أن امرأة محجّبة في فرنسا طافت الأسواق لقضاء حاجاتها ثم دخلت إلى «سوبر ماركت» فاستوقفتها شابة عربية غير محجّبة وأقذعتها بأسوأ الألفاظ واتهمتها بأنها وأمثالها سبب التخلُّف ومشاكل العرب في الخارج، وظلّت على وتيرة واحدة تُكيل إليها التهم والغمز واللمز..!!. فردّت عليها المحجّبة بعد أن رفعت حجابها؛ وإذ بملامحها غير عربية فهي ذات بشرة بيضاء مُشرّبة بالحمرة وعيون زرقاء كما ترين أنا لست عربية، أنا فرنسية الأصل؛ أنتمي إلى دين التسامح والمساواة والحرية والعدالة، دين الإسلام، أنتم بعتم قيمكم وأخلاقكم ودينكم وأظهرتم الإسلام بصورة الإرهاب والقهر والقتل، ونحن اشترينا منكم الإسلام بجوهره وقيمه وأخلاقه العالية المُوحاة من الله، يكفيكم أيها المسلمون، أنتم بعتم ونحن اشترينا..!!. ومع اعتقادي أن الحجاب ساترٌ لردع سفاسف الناس واتقاء الأذى؛ إلا أنني أكثر اعتقاداً واقتناعاً أن الحجاب هو منع النفس عن الدخول في المساوئ الإنسانية، للحرية باب واسع مفتوح غير وارد فيه انفصام الشخصية، فتحلّيك بالقيم الإسلامية والإنسانية ليس ألفاظاً تُقال فقط بل واقع حقيقي ومترجم يبني أثره في الحياة. كما أن القيم الإنسانية السويّة هي ما دعا إليها الإسلام، فالإسلام ليس بالشكليات والمظاهر والتنطُّع بالكلام والإقدام على القتل والاضطهاد والعداء باسم الله ورسوله، الإسلام يعني دين الإنسانية للإنسانية كلّها حتى ولو كان على غير الدين، فإن الإنسان أخو الإنسان مادامت نقطة الإلتقاء «احترام الإنسان والمعتقد». [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر