الغموض الذي يكتنف المشهد السياسي اليمني ويزداد ضبابية وقتامة كل يوم؛ هو نتاج لحالة العداء والتناحر بين القوى والمكوّنات السياسية المتصارعة على الساحة وما ينتج عن ذلك من توترات وخلافات وصدامات وأزمات متداخلة بعضها ببعض مما يصعب علينا التنبؤ بالمصير الذي نُقاد إليه، وهو ما يجعلنا كمواطنين في حيرة من أمرنا ونعيش في حالة من القلق الدائم على مستقبلنا الذي أصبح مرهوناً في يد أولئك اللاعبين السياسيين أو بالأصح المتلاعبين الأساسيين بمصير الشعب والوطن إذا جاز لي التعبير.ولهذا يساورنا الشك أنه لن يكون هنالك أي انفراج للأزمة الجاثمة على صدورنا في ظل هذا الوضع السياسي المأزوم والعلاقة غير الحميمة التي تجمع بين أطراف اللعبة السياسية شركاء الوطن الممسكين بخيوط الأزمة منذ سنوات خلت. ولا أبالغ إذا ما قلت إننا نعيش حقيقة مُرّة باتت بمثابة القاعدة المعروفة لدينا أنه كلما أكثر ساستنا من التباكي على الشعب والوطن؛ زادت خلافاتهم وتشعّبت واشتعلت صراعاتهم لتتجاوز حدود الخلاف بالرأي والتراشق بالكلمات إلى التراشق بالرصاص وباسم الشعب والوطن أيضاً؛ حتى أصبحنا نعتقد أن التقارب في لغة الساسة تباعد ونفور وشتات، وأن المعنى السياسي للتصالح هو التصادُم والاقتتال. ولأننا كمواطنين مغلوبين على أمرهم ومن يدفع ثمن الصراع المحتدم بين جهابذة السياسة من حياتنا وأمننا واستقرارنا ولقمة عيشنا؛ فإننا نقول لكل القوى المتصارعة بمختلف توجهاتها ألا يجعلوا من معاناتنا وأوجاعنا التي أنتجوها لنا سبباً لاستمرار صراعاتهم ومبرّراً يتخذونه لبقاء خلافاتهم وذريعة لتدمير وطننا وتمزيق وحدتنا، وإن كنتم تزعمون أنكم تعملون من أجل الوطن والشعب. فاتركوا عداواتكم جانباً وتناسوا كل خلافاتكم الحزبية والشخصية والمذهبية واثبتوا لنا ولو لمرّة واحدة أنكم شركاء في بناء الوطن ولستم شركاء في تدميره فقط. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر