التجاوزات التي تحدثها بعض القوى السياسية - التي تشعر بالغرور - لا يمكن أن تحقق الرضا والقبول الشعبي على الإطلاق؛ لأن الشعب لم يعد يقبل بغير المتسامح والمتصالح الذي يعزز الوحدة الوطنية ويجسد التوافق وينظر إلى أبناء الوطن بعين واحدة، ويدفع باتجاه صهر الولاءات الحزبية والقبلية والفئوية والمذهبية في الولاء الوطني الذي هو ولاء لله ثم للوطن والثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر. إن الممارسات غير السوية والتقولات المثيرة للحقد والكراهية، لا يمكن أن يجني صاحبها كائناً من كان غير الخزي والعار، ولذلك ينبغي الكف عن استخدام الألفاظ والمصطلحات المؤججة للفتنة والالتزام بالصدق وقول الحقيقة مهما كانت مرة؛ لأن الناس عندما يدركون الحقيقة بكل تأكيد يقفون عندها ويقدرون الأشياء بمقاديرها الموضوعية. إن التعصب الأعمى - الذي تثيره بعض القوى السياسية - لا يعبر عن النضج السياسي مطلقاً بقدر ما يعبر عن حالة من الغباء المستفحل والمتأصل في تلك القوى، وهو سبب نفور الجماهير من تلك القوى؛ لأن الوعي الجماهيري بات على درجة عالية من الإدراك، ولم يعد قابلاً بالادعاءات المريضة والأنا الشيطانية، وعلى أولئك أن يصحوا من غفلتهم التي طالت وغيهم الذي لا يحقق لهم إلا الفشل الدائم. إن الاتجاه صوب الإنجاز والإبداع هو المطلوب اليوم، أما الاستمرار في الكيد السياسي من أجل إطالة أمد المعاناة الشعبية فإنه دليل واضح على الفشل، وإذا كانت القوى السياسية المركبة من التناقضات قد فشلت في إدارة شئون الحياة فإن عليها أن تعترف بالحقيقة ولا تكابر؛ لأن المزيد من المغالطات وتلفيق التهم للغير لم يعد ينطلي على الشعب ولا على القوى الإقليمية والدولية. إن المتناقضات - التي حذرنا منها في السابق – ها هي اليوم واضحة للعيان، ومن أجل ذلك ينبغي على الخيرين قول الحقيقة والابتعاد عن المداهنة والتدليس على الحياة السياسية؛ لأن مستقبل اليمن ليس مجرد لعبة بأيدي المساومين الذين يجيدون النفاق وصناعة الأحقاد والتضليل على الرأي العام الإقليمي والدولي؛ لأن الأمور واضحة وضوح الشمس في اليمن. وأمام اليمنيين مهام كبرى تتطلب سرعة إنجازها قبل انقضاء الوقت، وأولها الدخول في الحوار، بعيداً عن التباكي، واختلاق الأعذار، والأنانية؛ من أجل الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والنيابية، وصنع الحياة الجديدة التي تقدم الأفضل بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك