إن حكومة الوفاق الوطني معنية بإزالة التوترات وتحقيق الأمن والاستقرار ومعالجة المشكلات التي خلفتها الأزمة السياسية وعودة الحياة إلى حالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل 2011م بل استطيع القول: أن مهام هذه الحكومة محددة وواضحة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وأي قصور في هذا الاتجاه سيرصد في خانة الفشل أو الرغبة في استمرار الفوضى. إن الوفاق الوطني الذي صنعه اليمنيون بمباركة من الأشقاء والأصدقاء في العالم يحظى بدعم إقليمي ودولي إلى جانب الإسناد الشعبي الذي جمع المعارضين والموالين من أجل يمنٍ آمن وخالٍ من الإرهاب والفوضى. إن مضي فترة من الزمن على الحكومة دون ان يلمس المواطن الأثر الايجابي الذي ينعكس على حياته اليومية أو دون ان يجد حالة الأمن والاستقرار التي فقدها بسبب الأزمة السياسية أمر بالغ الخطورة لأن أسباب الانجاز وتحقيق الرخاء للمواطن مسنودة محلياً وإقليميا ودولياً بشكل لم يسبق له مثيل، الأمر الذي يجعل المواطن يتساءل بحرقة وألم شديدين : لماذا هذا الإهمال للمواطن؟ لماذا لا تفرض هيبة الدولة وسلطان الدستور؟ لماذا استمرار المداراة والمداهنة والمجاملة على حساب الأمن والاستقرار ؟ ولماذا الاستمرار في كيل التهم للآخرين دون أدنى فعل يدل على مصداقية الذين غرروا بالناس وعيشوهم في الوهم وتركوهم اليوم في الجحيم؟ إن الأعذار التي يمكن ان تختلق لم يعدلها قبول من حكومة الوفاق الوطني لأنها كما أشرت مسندودة محلياً وإقليميا وعالمياً وان المطلوب منها فرض هيبة الدولة وسلطان الدستور ولم يعد مقبولاً اختلاق الأعذار فهل لدى حكومة الوفاق الاستعداد الكامل للوفاء بالتزاماتها أمام الإسناد المحلي والإقليمي والدولي المنقطع النظير ؟ ام ان القوى التقليدية غير الراغبة في الثوابت الوطنية هي من يفرض الخراب وعذاب المواطن ؟ أسئلة بحاجة إلى أجوبة عملية تجعل المواطن يدرك الحياة الآمنة والمستقرة بإذن الله.