هناك على أرصفة الكفاح مازالت أحلامنا تلتحف الوعود الزائفة بكل شيء؛ أولها وطن يستوعب دماء سُفكت من أجله وأرواح عانقت الموت بشغف الغد الأفضل وآخرها حياة كريمة تليق بفواجع الانتهاكات وصواعق الانتقام المتبع بقاعدة «إن لم تكن معي فأنت ضدّي». ويا ليت أن الاكتفاء انحصر بكونها قاعدة عدائية تجعل من الطرف الآخر يستلهم منها الحذر والحيطة ممن وصفهم ب«الضد» ولكن تحوّلت إلى حروب شنيعة تفاصيلها عناوين بارزة في الصحف ونشرات الأخبار بمفردات القتل والاغتيال والقصف المنسوبة إلى مسمّيات تنكرها الإنسانية ويستوحشها السلام باختصار يستوعبها قاموس الإرهاب. ليس هناك ما هو أقسي ولا أكثر صعوبة من محاولة إيجاد أسباب مقنعة ومنطقية لكل ما يحدث الآن، العبثية التي تتصدّر المشهد جعلت الاستحالة حتى ولو بالخيال فعل ذلك. يكفي أن تمشي نصف ساعة أو أقل في شوارع العاصمة كفيل بأن تشعر بإحباط يوازي مخزون سنة كاملة من الأمل في ظل ثورة لم تكتمل محاور نضالها أمام حضرة الوعي الثوري أو بالأصح القناعة الثورية بتغيير نظام سياسي جعل من الطوفان خليفته ليسحق كل ما تسبّب بالصحوة..!!. مفارقات عجيبة جعلت من التحالفات صورة سخيفة بين مكوّنات مازالت إلى اللحظة تتحدّث بفم الوقاحة عن الوطنية الكاذبة المفضوحة بمنجزات الخراب والدمار، تناقضات لا تحتاج إلى تفكير عميق لاكتشاف حجم الغباء الذي يستوطن عقولنا حين نقبل عبودية أخرى ترتدي ثوب الوصاية على تطلُّعاتنا المدنية باستغلال مقرف لتنازلات قاصرة عن تحجيم التضحيات التي كانت من طرف واحد فقط وهو الشعب المغلوب على تصرّفاته. بقايا حبر.. قليل من الإفاقة فقط والتحرُّر من التبعية سيجعلنا نرفض المتاجرة بإرادتنا كاستثمار ناجح لهم وموت مؤكد لنا..!!. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر