لم يترك غياب الإنسانية مسافة تفصل الخلافات عن الموت الخيار الموجع الذي لا ثانٍ له، هذا هو المشهد الذي يقرأه الواقع بمصداقية لا تتجرأ على الكذب في وجه مرحله أصبحت هي الأكثر قسوة وعنفاً بسبب افتقارنا إلى ثقافة التسامح التي حولتنا إلى وحوش لا نجيد من لغة الخطاب سوى التهديد والترهيب، ولا نرى من ألوان التعايش سوى اللون الأحمر المسفوح على رصيف الاغتيالات الذي خطف الأمن والسكينة من أيادي وطن مرتعش ليصبح التساؤل المحاط بحجمه استغراباً: ألهذه الدرجه تصبح التبعية سحراً تسلب العقول وتغتال الإنسانية..؟! وما يزيد التساؤل مرارة حين نضطر إلى الإجابة عن أين يحدث كل هذا في موطن الإيمان ومنبع الحكمة..؟!. إذن النتيجة الحتمية تقود إلى مدى حاجتنا إلى التسامح كمكون أخلاقي يجعلنا نفرّق بين توجهات فكرية نؤمن بها وبين مسارات أخرى نواجهها تختلف مع قناعاتنا حتى لا نصل إلى مرحلة الصدام الكفيل بهدم كل القيم تحت مبرّر "إن لم تكن معي فأنت ضدي" من منطلق فكر غير إنساني تبث سمومه عقول شيطانية استوطنها الجهل والولاء الأعمى. فلنعد إلى الحاجة الملحة لثقافة إنسانية شحت وأصبحت جدباء في قلوبنا بحيث انعكست على سلوكيات وتصرفات غير مسؤولة، ولنرفع شعار التسامح كمصطلح أسمى وأرفع أن يكون مجرد شعار مستهلك إعلامياً للترويج لحزب أو تيار معيّن؛ بل هو نداء إنساني ينقذ ما تبقّى من قيم التعايش والوطنية. التسامح وطن. التسامح ثورة. التسامح لغة. التسامح دين. التسامح إنسان. بقايا حبر لا تغريني كثيراً تلك الأوهام المتلألئة في وشاح المستحيل الواقع يظل أنيقاً وأجمل حين نزخرفه بلون الفجر الساطع بالتفائل..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك