تتسابق بعض الفئات لدفع اليمن إلى نحو كثير ٍمن النزيف، وتبقيه مسرحاً لتصفيات حسابات الخصوم حتى في قانون الغاب (الغلبة والقوة للأقوى) لا ينطبق على أفعال من يتصفون بأنهم من جملة البشر. برز قطار الموت مندفعاً يحصد كل من يواجهه خصوماً وأبرياء، فالأبرياء لاجرم لهم سوى أنهم أبناء لهذا الوطن، ويحملون آمالهم بالاستقرار والكفاح لأجل لقمة العيش. فإذا كان الاقتصاد المنهار له تبعاته السيئة على كل فئات الشعب، يطحن ما تبقى من نَفَس الحياة، لكن أن يتداعم الانهيار الاقتصادي والانفلات الأمني فذاك ما لا يطيقه اليمنيون ولايُقبل بأي حال ٍ من الأحوال وتحت أي مُسمى أو ظرف ما. اختارت فئات القتل والإرهاب أسوأ الواجهات على وجه الأرض هي واجهة الدم لتُنفس عن حقدها المكنون الدفين في سواد قلوبها، وتُلقي بظلال أفعالها دون تفريق بين خصم ٍ وبريء وبين سياسي وعامي، فالأمر أكبر مما نتوقع فالانتقام يستهدف (اليمن وأبناءه)، وعلى ذلك فلن يكون الشرع والعقل ولا العرف وعادات الأمم ودساتيرها مبرراً للأعمال الإرهابية التي تستهدف الإنسان. ولكي تكون اليمن في مأمن من أهل الضلالات وفوهات البنادق والعقول التي لا تحمل في محتواها إلا لغة الدمار والتفجير والتكفير، فالواجب هو استئصال النبتة من جذورها، وتجفيف منابع من يتخذ لقوة وجوده تنظيمات إرهابية، فقد عانى اليمنيون من امتلاك بعض الرموز والشخصيات لمراكز القوى والنفوذ مستندين للقوة القبلية الخارجة عن حدود مدنية الدولة، واتخاذ المؤسسة العسكرية تحت التملك الشخصي وتحت يافطات التواري، وكذلك إنشاء تنظيمات مسلحة وجهتها لتنفيذ أجندتها وأهدافها والوصول إلى السيطرة والبقاء وإقصاء من يرونهم إعاقة أمام أهدافهم وخطورتهم في بقائهم. اليوم كل اليمنيين ممن يستشعرون أنهم ووطنهم في مرمى الاستهداف يجب عليهم أن يكونوا أكثر وعياً وأقدر على المسؤولية في كونهم سياج قوة اليمن، وفي مواجهة قطار الموت والإرهاب بكل أشكاله ووسائله. [email protected]