هل القدر السيء يرافق ثورات التغيير في اليمن؟ أم أن هناك خللاً ما في الأهداف والأداء؟. يحتاج وطننا إلى أن يضع عن كاهله كل الأحداث الجسام التي تقف أمام نهوضه وتقدمه، وكل اللاعبين المشاركين في خلق تلك الأحداث في تناسل مستمر وتناسخ متكرّر تحت ظل فئات مراكز القوى ومرجعية التعصّب المذهبي والطبقي، وامتداد الحكم الملكي أو الاتجاهات الدينية والسياسية الخالية من المشاريع الوطنية. الاستثناءات كثيرة في ساحة التغيير السياسي فماضي التاريخ السياسي في قيام ثورات اليمن يعرض مدى الخلل الكبير القائم، ولذلك ذهبت الثورات في الغالب إلى من قامت ضدهم ثورات التغيير ولو بشكل غير مباشر، وظل اليمن بيئة خصبة لنشوء الصراعات وولادة الأحزاب الداعمة للتقسيم، والمنحازة إلى تيارات المصالح، وتفريخ جبهات قبلية أو سلطوية مسلّحة مضادة للاستقرار، وتمادت القوى الإقليمية والدولية في التدخل في الشأن اليمني، صار مدلول الوطن مغيباً تماماً ومازال، ناهيك عن واقع بنائه أو الحرص على حمايته وسيادته حتى صار تحت فرضية المحاصصة وتقسيمه كإرث واجب، بينما من يحملون همّ وطنهم سواء كانوا في مراكز القرار أو ظله يتأكد حظهم من التهميش وإبعادهم، وإعاقة مسارهم لخدمة الوطن والعمل الوطني، ومما يُتخذ من المكايدات السياسية أن الاتهامات في حق الخصم المضاد بغض النظر عن حقيقة الواقع جاهزة الشيوع والتقبّل لدى الشارع وبين عموم الناس ومثقفيهم، وهذا ما جعل الجانب المظلم من السياسة هو المتسيّد للمشهد بالإضافة إلى الجماعات المسلّحة التي هي عنوان البلاء في الوطن والعائق الأكبر أمام الإصلاحات والتوافق الوطني. إنه من المؤسف أن نجد غالبية التركيبة القبلية والشرائح المجتمعية تنحاز مع مصلحة الذات على مصلحة الوطن. كما ذكرنا أن الاستثناءات كثيرة في ساحة التغيير السياسي إلا أن ما يلفت هو الاستجداء للوجوه السياسية المكررة في التحكّم بمواضع القرار الوطني حتى وصلت قناعة الوهم لدينا إلى أن اليمن خالٍ من السياسيين الوطنيين الذين يمكنهم أن يضعوا بصمات أعمالهم للوطن والمواطن في مراكزهم السياسية، ووصل الأمر إلى أن من الواجب علينا لزاماً الرضا بما هو حاصل. و الحكومات المتعاقبة أثبتت أنها كانت عبارة عن شغل أماكن ليس إلا، وأن ما أُنجز على الواقع هو تضاعف الأعباء في كل المجالات الوطنية والتراكمات الباهة في الفساد ومديونية الدولة، أما اختيار الكفاءات فليس وارداً بقدر فرضية المحاصصة مما أعطى انعدام الثقة في حكومات الأمس واليوم. [email protected]