من غير المعقول أن تتحمّل مصر وحدها ما يحدث لإخواننا الفلسطينيين في غزة أو في أرض فلسطين كلها، فالسبات العربي مازال قائماً، والظاهرة الصوتية على مستوى القيادات العربية أو الشارع العربي تضج وكأنها بهذه الطريقة قد أدت رسالتها ودورها في حق الفلسطينيين. فعلاً إن المعابر الحدودية لها أهمية إنقاذ وتخفيف وطأة ما يقع، لكن ما يتم استغلاله من حال الوضع يُعد سيئاً في حق مصر الفلسطينيين معاً. الجعجعة التي نسمعها من بعض الدول التي توهم العالم بوقوفها مع غزة تقتل الفلسطينيين في خاصرتهم، فالأموال المتدفقة على الكيان الإسرائيلي من جراء الاستثمارات الاسرائيلية على أراضيها، والعلاقة المتينة شاهدة لكن ما يُلهي عاطفة العالم عموماً والعربي خصوصاً ترويج الظاهرة الصوتية وكفى، وتقبُّلها كنتيجة فعلية لا قياسها كصوت عارض، والتسويق السياسي لطرف ضد طرف، واستخدام دماء الفلسطينيين الأبرياء لذلك الغرض وصمة عار في جبين الإنسانية كلها، ما يحدث في غزة لا يقع على حماس فقط كما يتم التسويق له، بل على كل الفلسطينيين وكل أطياف الفصائل الفلسطينية، وما يحدث من مقاومة ضد إسرائيل لم تقم به كتائب القسام، بل تتشارك الخندق الواحد للمقاومة كلٌّ من (كتائب القسام، سرايا القدس، شهداء الأقصى، كتائب أبو على مصطفى، ألوية صلاح الدين، كتائب المقاومة الوطنية)، وكل هذه الفصائل هي الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية بكل توجهاتها، ومن يصب الزيت على النار لا يخدم الفلسطينيين مطلقاً ولا القضية الفلسطينية، ومن يعتلي منابر الكلام والإعلام للترويج السياسي ولا يرى إلا الرايات التي ينطوي تحتها كفكر، ويتعامى عن جهود وتضحيات أبناء فلسطين ككل سيظل واقفاً في جانب الجهة المحددة متجاهلاً أن فلسطين هي لكل العرب والفلسطينيين بكل توجهاتهم، وليست فلسطين لفصيل واحد، وغزة ليست لحماس، كما أن الضفة ليست لفتح أو السلطة الفلسطينية، حين عجز العرب عن توحيد الصف الفلسطيني في اختلافاتهم نجحت إسرائيل في توحيدهم وبالذات فصائل المقاومة ضد عدوانها الغاشم على الإنسانية، وبرغم الظروف التي تمر بها فلسطين استطاعت فصائل المقاومة أن تكون واجهة الشرف العربي والكرامة العربية، وأن تُركع الجانب الإسرائيلي وتفاجئه. لا يحتمل الوضع إلا أن يكون الجميع في اصطفاف مع الصف الفلسطيني، ونبذ كل المراهنات السياسية. [email protected]