قال مراسل الجزيرة إن ثلاثة جنود إسرائيليين أصيبوا جراء سقوط قذيفة هاون في النقب الغربي، في حين ارتفع إلى 15 عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الذي بدأه بعد عصر أمس الأربعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. كما قتل ثلاثة إسرائيليين بصواريخ أطلقتها اليوم كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل. وأفاد مراسل الجزيرة نت في غزة أحمد فياض بأن مسنا وطفلا استشهدا متأثرين بجروحهما بعدما أصيبا في العدوان الذي يواصله الطيران الإسرائيلي، والذي استشهد فيه أيضا يوم أمس أحمد الجعبري، نائب القائد العام للجهاز العسكري لحماس. من جانبه,قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن زمن العربدة الإسرائيلية انتهى مع الربيع العربي واعتبر أن إسرائيل ضعيفة ومرتبكة وترتعد فرائصها من نتائج الربيع العربي التي جاءت بالإسلام لحكم البلدان العربية. وأكد مشعل في كلمته أمام مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن بالسودان أن "هناك ثمارا بدأت تظهر بعد الربيع العربي" في حادثة اغتيال أحمد الجعبري (نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام) الذي اغتالته إسرائيل أمس "لأن مصر الجديدة تصرفت بشجاعة تستند إلى 90 مليون مواطن وتعطي درسا جديدا". وقال إن إسرائيل تحاول جس نبض الأمة الإسلامية والعربية "لكنها ستجد أن الزمن قد تغير". ودعا قادة الأمة العربية والإسلامية إلى رفع سقف طموحها وأن "تغير قواعد اللعبة التي استهلكناها وآن الأوان أن نطوي صفحتها السوداء". وذكر أن هناك فرقا الآن بين مصر السابقة ومصر اليوم وكذلك بلدان الربيع العربي. وأكد مشعل أن العدو الصهيوني يهدد السودان ومصر في مياه النيل وهو عدو مشترك للجميع، وطالب ببرنامج وطني داخلي لكل البلدان الإسلامية والعربية للتنمية والحرية والديمقراطية وتمتين الصف الوطني. وأضاف أن إسرائيل كيان غاصب "والغاصب لا يردع أصحاب الأرض الحقيقيين"، مشيرا إلى أن الرجال والنساء والأطفال يقفون في طابور لخلافة الجعبري. ودعا مشعل المقاومين في قطاع غزة إلى الثبات، مؤكدا أن اغتيال الجعبري يختصر الطريق إلى القدس ويؤشر إلى أن أيام الإسرائيليين في فلسطين أصبحت معدودة. غارات اليوم وأكد مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أن قصفا إسرائيليا استهدف صباح اليوم دراجة نارية أودى بحياة ثلاثة من كتائب القسام في جنوب خان يونس. وأضاف أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا فلسطينيا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، كما أفاد بوقوع قصف على القرارة قرب خان يونس أدى إلى جرح أربعة فلسطينيين لتبلغ عدد الجرحى الفلسطينيين اليوم وأمس نحو مائة جريح. وأوضح المراسل أن القصف الإسرائيلي يتركز اليوم على شمال القطاع حيث هناك مناطق غير مأهولة يعتقد جيش الاحتلال أنه يتم فيها تخرين أسلحة وصواريخ من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن القصف الإسرائيلي أسفر أيضا عن جرح 15 فلسطينيا، كما استشهد فلسطينيان بغارة أخرى على شمال غزة. ووقعت سلسلة غارات صباح اليوم الخميس شملت منطقة جباليا بشمال القطاع ومخيم البريج بوسطه وحي الزيتون بجنوبه، وأسفرت عن عدد من الإصابات بعضها خطير. وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قصفت أيضا أمس مناطق قرب الحدود بين غزة ومصر، وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن قصفا جويا مكثفا جرى على رفح بجنوب قطاع غزة وشوهد في رفح المصرية واهتزت العديد من المباني إثره دون وقوع أضرار أو إصابات. وذكرت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال أن عدد الجرحى الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز 130 بينهم نساء وأطفال، وأضافت أن طائرات إسرائيلية قصفت مواقع للمقاومة بوادي غزة وغرب النصيرات وشرق دير البلح بالمحافظة الوسطى. كما قصفت الطائرات -حسب الوكالة نفسها- مواقع بالقرب من دار الفضيلة ومطار غزة شرق محافظة رفح، في حين أطلقت زوارق إسرائيلية عدة قذائف قبالة السودانية شمال غرب غزة. ثلاثة قتلى بإسرائيل من جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام بأن صواريخ من نوع غراد سقطت اليوم على الطابق الرابع من مبنى سكني مكون من أربع طبقات في كريات ملاخي شمال أسدود، التي تعتبر من الضواحي الجنوبية لتل أبيب، مما أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أربعة على الأقل بجروح متفاوتة. وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن قصف كريات ملاخي، قبل أن تعترف إسرائيل بالقتلى والإصابات. وقالت قيادة الجناح العسكري لحماس إنها قصفت تل أبيب بصاروخ من نوع "فجر5" بعد أن قصفتها أمس بصواريخ محلية الصنع. وأطلقت الكتائب اسم "حجارة من سجيل" على عملية الرد على العدوان الإسرائيلي الذي أطلق عليه الاحتلال اسم "الزوبعة". وردت فصائل المقاومة الفلسطينية على القصف الإسرائيلي بإطلاق أكثر من مائتي صاروخ، قالت إسرائيل إنها نجحت حتى الآن في اعتراض ثلاثين منها. وبدورها قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الفصائل الفلسطينية أطلقت نحو 250 صاروخا باتجاه إسرائيل. غرفة عمليات مشتركة وفي حين شيعت غزة اليوم الجعبري، عقدت فصائل المقاومة العاملة في القطاع اجتماعا طارئا خصصته لمناقشة التصعيد الإسرائيلي، الذي اعتبرته إعلان حرب قالت إنها ستواجهه "بصف موحد". وأعلنت الفصائل في بيان وقعته باسم "القوى الوطنية والإسلامية في غزة" أنها شكلت "غرفة عمليات مشتركة لتنسيق العمل سياسيا وميدانيا وعلى جميع المستويات". كما أعلنت وقوفها والشعب الفلسطيني "صفا واحدا وراء المقاومة الباسلة في التصدي للعدوان الإسرائيلي"، ودعت إلى "وحدة وتعبئة جميع الطاقات الفلسطينية للصمود في مواجهته". وطالب البيان الدول العربية والإسلامية ب"اتخاذ مواقف جادة وعملية للضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
