يبدو أنّ ثمّة سوراً يمتد على طول ساحل البحر الأبيض سيُبنى عما قريب بأيدي العمّال العرب بهدف سد الطريق إلى الاتحاد الأوروبي في وجه أي عربي يسعى للعبور إلى أوروبا نهائياً..!!. وهذه حقيقة - رغم مرارتها وانعكاساتها الكارثية - تؤكدها وقائع من مثل انتشار «القاعدة» واحتلالها ل40 % من أراضي العراق و30 % من أراضي سوريا ووصول شذرات من أعمال «القاعدة» إلى باريس؛ قلب أوروبا. ولأن الأوروبيين حذّق وليسوا مجرد رعاع في غابة يُولون القضايا الكبرى في العادة كبناء سور أو حاجز منيع يفصل بين حضارتين مبرّرات مسوغة، والمبرّرات أمام أوروبا تتالى في تدافع رهيب، أعمال إرهابية في أهمّ مدنها باسم «القاعدة» المؤشرات الأولى لاستغناء أوروبا عن نفط العرب والذي يشارف على النفاد باعتمادها على مصادر نفط غير عربية. تهيئة شعبية تمثّلت في التظاهرات التي جابت عواصم أوروبا مندّدة بالإرهاب من باب الاعتذار حضر مجموعة من الحكام والقادة العرب، لكنّه حضور شكلي لا يشير مطلقاً إلى أنّ أوروبا ستأكل معهم في مائدة واحدة. التهيئة لتعديل اتفاقية “شنغن” وهي الاتفاقية التي ستتيح لأوروبا فرض إجراءات مراقبة على حدودها؛ بما يعني ضمنياً إغلاق أبوابها في وجه العرب الطامعين بحياة أفضل نهائياً. الاتحاد الأوروبي لم يكن مستعجلاً في التهيئة لتعديل اتفاقية “شنغن” باستثناء مدريد التي عبّرت عن استعجالها لتطبيقه على أرض الواقع بدعوة الاتحاد الأوروبي بجعل يوم 13 يناير من شهرنا هذا يوماً للتعديل والإقرار. الغريب أن العرب المستهدفين بتنفيذ مخرجات تلك التظاهرة ينظرون إلى الأمر وكأنّه لا يعنيهم، والأغرب أنهم جمعيهم برغم كل تلك الثورات الّتي أشعلوها لم يمتلكوا مشروعاً واحداً ينقذهم من المشانق وينقذ شعوبهم من الموت جوعاً في الظلمة وبلا مساعدات أوروبية أو معونات المهاجرين..!!. [email protected]