لا تفتأ أن تخرجها حتى تنتابك العبرة, أنت وجميع من حولك, لأنك أخرجت للتو الغالية, الرخيصة, تعلو تنهيدات الحسرة على أيام غابرة كانت فيها كلمة ألف تعني الكثير, بل ويذهب البعض بعيداً في ذكرياته حتى تصل به الذكريات إلى أيام الورقة النقدية فئة الريال الواحد التي كانت في عهد من الأيام لم يسعدنا الحظ بلحاقها تأتي بغداء يوم شامل الخضار , ونوع من اللحوم , أما اليوم ومنذ بدأت فصول حكاية الورقة النقدية فئة الألف ريال, فكل شيء تغيّر, وما عادت قيمة الأشياء كما كانت, وكل ما تدركه آخر النهار بأن كم ألفاً من راتبك قد ذهبت أدراج الرياح دون أي أثر يُذكر , ذهبت دونما شيء مادي بيديك قد تلتمسه عذراً لضياع تلك الآلاف دون فائدة ملموسة. الغلاء فاحش, وكل شيء من حولك في صعود مستمر , وزيادة, باستثناء راتبك المرصوص أوراقاً من فئة الألف ريال, التي لم تعد تغنيك شر الاقتراض قبل منتصف الشهر, ولا تقيك الحاجة لأحلام اليقظة ,فتلك التي بين يديك وكأنها لم تكن, تجعلك مطمعاً للجميع ليس أولهم المؤجّر, الذي يبادرك بزيادة في كل (كريسمس) ظناً بأن (بابا نويل) قد أهداك كم ألف زيادة على الراتب يرى نفسه هو أحق بها ما دمت تسكن عقاره مكرهاً, وليس أخيراً لسماسرة الغاز المنزلي, والبنزين, والمواد الغذائية....إلخ. في آخر تقرير عن الأمن الغذائي للبلد كشف عن انهيار الأمن الغذائي, بسبب الأزمات العديدة التي تكاد تعصف به, ورصد التقرير الصادر عن الأممالمتحدة أسباب انهيار الأمن الغذائي في اليمن نتيجة لعوامل عدة منها الصراع, والتدهور الاقتصادي، وانخفاض الإنتاجية الزراعية, والفقر, الأمر الذي جعل من البلد واحداً من أكثر البلدان معاناة في انعدام الأمن الغذائي في العالم, وأكد التقرير أن ما لا يقل عن عشرة ملايين يمني ينامون جياعاً في بلد النفط, والغاز , والبن, والبحر , والأسماك, والطبيعة المتنوعة, ينامون جياعاً كون من يديرون البلد لا يجيدون إلا لغة الفساد, والطمع, والرصاص, ويعملون بجهد ليضيفون عليهم فوق شعور الجوع شعور الخوف, وانعدام الأمن , والأمان ,لأنهم وببساطة لهم أوطان بديلة, إذا ما دعت الحاجة, وليس لأولئك الجياع إلا هذا الوطن الذي أصبح بفضلهم جحيماً لا يُطاق, ليس لهم سوى هذا الموصوف بالفاشل, في كل التحليلات السياسية ليبحثوا فيه عن بصيص نجاح, فهل أنتم مبقون عليه يا أوغد الأوغاد!!.