اليوم اليمن تسير ببركة الله وتحت رحمة الله وليس تحت رحمة السياسيين، الفراغ الدستوري الذي خلفته استقالة الرئيس ورئيس الوزراء ( و يا ليتها لم تحصل بالتأكيد خلفت جموداً في حركة نشاط الدولة والمسؤولين الفراغ، الدستوري خلف تعطيل لبعض المشاريع هذا إن وجدت هناك مشاريع تستحق الإشارة إليها، الفراغ الدستوري خلف تعطيل لآلية عمل الدولة ومؤسساتها الفراغ الدستوري إذا طال سيطول حياة الناس العاديين وأمنهم الفراغ الدستوري إن طال ( لا سمح الله ) سيمس مرتبات الموظفين مدنيين وعسكرين يومها لن تكون اليمن كشركه خسرانه تفقد يومياً أبرز موظفيها بل ستفقد جميع موظفيها ولن تكون دوله بل سَيُقَال عنها كانت تُسَمَى دولة وانتهت وذابت كل مقومات وجودها بالعنف والاقتتال وسيفرض ويسيطر أمراء الحرب وتجار السلاح على كل أجزائها دون مبالغة، والصومال خير مثال قريب. حينها فمن الطبيعي ستتعرض البلاد لهزات عنيفة تهدد وتقضي ليس على وحدة اليمن، بل تهدد وتمس وحدة الأقاليم والمناطق في أكثر من مكان ومن الطبيعي أن تكون تلك الهزات خارجه عن سيطرة ما تبقى من أمن وبالتأكيد ستنفلت زمام الأمور في أكثر من مكان لن يستطيع ما تبقى من أمن وشرطة وجيش أن يفعل شيئاً، لأن ديمومة بقائه وشريان حياته في البلد ستكون قد توقفت فكيف سيعيش حتى يُطّلَبَ منه الحفاظ على الأمن وقد فقد أمنه وأمن أسرته صدقوني كل واحد حينها سيكون نفسي نفسي، وكأننا في يوم القيامة كل يبحثُ عما ينجيه مما يراه أمامه. اليمن بلد كبير وعظيم وتاريخه يحكي ذلك، وشعبه شعب له صولات وجولات في نشر الدعوة والإسلام والسلام والبناء في أكثر من منطقه في الإقليم بل وأبعد من ذلك، وأبناؤه وُصِفُوَا بالحكمة، ولا أظنني أتذكر في تاريخه أن حرباً أهلية أو حروباً نشبت فيه لسنوات وسنوات لكن الزمن اليوم تغير عن ذي قبل، والمُفَتِنُوُنْ والعابثون بسلام المنطقة والإقليم كُثَرْ، ويخططون للوصول إلى هذه المرحلة من الحرب والاقتتال والفتنة سواء كانوا أفراداً ووجاهات، أو عصابات تسعى للسيطرة على مساحات معينة من الوطن مرة باسم السياسة وأخرى باسم الدين، وسواء كانت الدول التي تسعى وتحلم بالسيطرة على بلادنا دول عظمى أو صغرى، وسواء كانوا قريبين منا أو بعيدين، لا يهمهم مصلحة اليمن بقدر ما يهمهم مصالحهم الشخصية والإقليمية والدولية يهمهم في المقام الأول السيطرة على بلادنا ومقدراتها، والسيطرة على من له القرار في حكم اليمن، ومن خلاله تتم السيطرة على اليمن فلا تكونوا أنتم هؤلاء. ثقوا تماماً أيها الذين بيدهم القرار أو نصفه أو جزء منه أن الوطن في أعناقكم وأن ما سيصيب البلد من فتن وحروب وتفكك أنتم مسؤولون عنه بل وسبب حدوثه، وأنتم بيدكم تجاوز هذه الأزمة أو المحنه، والتي أنتم جميعاً دون استثناء أدخلتمونا فيها ، وأدخلتم اليمن فيها لدرجة أن المواطنين البسطاء ( دون أن يعوا ) بالكارثة المحتمل وقوعها منقسمين مثلكم ومثل أيدولوجياتكم والتي غذيتم هؤلاء البسطاء بها لسنوات . الآن تجتمعون ليل نهار وبوجود راعي دولي أو إقليمي أو بدون راع جميعكم كل له مرجع ترجعون إليه ليتخذ القرار بالموافقة على ما يُعَرَضّ أو بالاعتراض، والشعب يعاني والعالم ينظر إلينا وينتظر حِكّمَتُنَا التي شغلنا العالم بها كتابة ووصفاً فهل نحن نستحق ذلك الوصف؟ ولا أخال أن أقول أعداء الوطن يريدون أن يَقّتَنِصُوُا الفرصة من خلالكم، وبلسانكم وبأيديكم وبعنادكم وبتشبثكم بمواقفكم وبغباء منكم وأنتم لا تعون، بل نشاهد الآخرين صنعوا من اليمن ساحة ملعب وأنتم اللاعبون، يلعبون بكم وكأن الوطن الكبير هذا شركه خاصة حكراً لكم وأما أنتم أو الطوفان. لست مع أي طرف سياسي أي كان توجهه، وأي كانت أهدافه، وأي كانت أحلامه ومخططاته، وأي كانت مراميه بل أنا والملايين من اليمنيين الذين تَعِبّوَا من السياسة والسياسيين وتصريحاتهم ومواقفهم السياسية يريدون اليوم قبل الغد الأمن والأمان والاستقرار، وليحكم اليمن من يحكم فقط يحافظ على وحدة الأمة والبلد وأمنها وأمن ساكنيها واستقرارهم، ويبعدنا عن شبح الحروب والاقتتال والفتن والتشظي ونحن خلفه لم نعد نحلم اليوم بتنمية وتطور ولم نعد نحلم بقطارات، ولا بمناطق صناعية، ولا كهرباء نووية، ولا جامعات إلكترونية، بل ولا حتى بحكومة إلكترونية، أصبحنا نحلم بالأمن والاستقرار في كل مكان، وهذا لن يأتي ما دمتم أيها السياسيون أحزاب ووجاهات ومنظمات ومناطق تلهثون خلف المحاصصة والقسمة يومُ تجتمعون وفي اليوم التالي تختلفون نستحلفكم بالله أن تتنازلوا ليس لبعضكم البعض هنا فأنتم مندوبون لغيركم، ولكن تتنازلون للوطن لليمن فهي تستحق ذلك فمصيرنا جميعاً نحن وأنتم والبسطاء من الشعب كركاب في مركب واحد يوشك أن يغرق، فلا تدعوا الأهواء والعناد والأحقاد والماضي والآخرين يوصلونكم ويصلون ببلادنا إلى ما ذكرت في بداية المقال والله المستعان .