الفرق كبير بين المؤيدين والمعارضين، فالمعارضون يدعون إلى الفتنة والدمار والفرقة والانقسام وينكرون المنجزات ويستخفون بما تحقق للبلاد وهم أيضاً يعقدون التحالفات المشبوهة لتحقيق المصالح ويستخدمون الدين ستاراً لتبرير أفعالهم وهو منهم براء ويسعون لحشد الناس خلفهم بالباطل ويدعمون بقوة كل من يدمر المنشآت ويعرقل حياة الناس، فقطع الطرق وتفجير المباني واحتكار السلع وخلق الصدامات كلها من وسائلهم في إبراز وجودهم وهذا هو وجه العمل السياسي لديهم فهم وعبر التاريخ بارعون في خلق الأزمات وعرقلة التنمية، فلم نلمس منهم أي عمل لبناء الوطن، وهم من رفضوا الحوار وقاطعوا الانتخابات ثم قالوا: انتهى وقت الحوار.. وحين تسببوا في سقوط ضحايا قالوا: لا حوار بعد سفك الدماء مع أنهم هم من يتحملون وزر تلك الأرواح التي سقطت وكأن الشعب اليمني لديهم غبي وأحمق ليصدق ادعاءاتهم الكاذبة وما يؤكد كلامي هو إعلامهم الموبوء بالافتراءات والاختلاقات والتي تشمئز منها ضمائر الناس. في حين أن المؤيدين أنصار الشرعية الدستورية حريصون على الوطن والمنجزات والمكاسب يهمهم لم الشمل وصون الوحدة الوطنية والحفاظ على البلد حراً وآمناً بعيداً عن التدخلات الأجنبية التي لا تجلب للأوطان سوى الذل والهوان.. المؤيدون يحكمهم الوفاء للقائد الذي لا يجب أن ننكر دوره العظيم وأعماله البارزة، فقد خط التاريخ منجزاته بأحرف من ذهب، المؤيدون همهم حقن الدماء والسعي نحو التنمية والبناء وحريصون على احتواء الشباب ومطالبهم ومع التغيير في ظل الدستور وعبر القنوات الشرعية والقانونية ولن يتأتى ذلك سوى في ظروف آمنة ومستقرة . لذا الفرق جلي ويجب أن نحكّم العقل فلا يجوز أن تأتي قلة وتخرب حياة الأكثرية والأغلبية، قلة لا يريدون سوى تفجير البراكين، فالعمليات الإرهابية التي يقومون بها هم وحلفاؤهم ثم يروجوا عبر الإعلام أنه الرئيس بل وأبناؤه ويضيفون كلمة أبنائه في سوء أدب واضح للقائد وأسرته وهذه ليست من شيمنا وأخلاقنا اليمنية الأصيلة بل قيم مستوردة ورغم أن أبناء الرئيس وبشهادة الجميع لم يُعرف عنهم أي شيء يعيبهم أو يدل على استبدادهم . وكل هذا ليس إلا محاولات للفت أنظار الأعداء نحو الوطن وفسح موضع قدم لهم فيه وتلك أمانيهم وتلك أحلامهم، ألم يتعلموا من الدرس العراقي فالذين تآمروا على بلدهم العراق في السابق يتمنون لو أنهم ما فعلوا ذلك نظراً لما آلت إليه الأوضاع الآن في هذا البلد الشقيق، فالعراق تدمر ورجع إلى الخلف دهوراً طويلة وتحول من بلد آمن منتج للنفط يسابق الدول في التطور أنجب العديد من العلماء والمفكرين والعباقرة، تحول بفعل المعارضة العراقية الرعناء إلى مقر للفتنة والاقتتال. ومن يتابع ثورة شباب اليمن والتي امتطتها المعارضة سيجد أنها تكرار واستنساخ لثورة تونس ومصر بكل معطياتها، فالاعتصامات والعبارات المرددة هي نفسها وكذلك الألفاظ والممارسات الوقحة وخلق الأزمات وصم الآذان عن الدعوات والمبادرات الهادفة إلى التوصل إلى حلول سلمية، الأمر الذي يؤكد أن هؤلاء مقلدون فقط، فتخبط الشباب الواضح وعدم وجود كيان يجمعهم ويوحد كلمتهم ومطالبهم جعلهم مطية لأصحاب المصالح الذين كانوا ولا يزالون سلبيين في كل شيء رغم أن الحلول والمبادرات المقدمة لهم تمثل قمة الامتثال لمطالبهم، فما قدم لهم من مطالب لم تُقدم مثلها في مصر وتونس. هؤلاء المتمصلحون التقليد هو ما يدفعهم لترديد العبارات كالببغاوات متجاهلين كل الحلول وكل المبادرات فهم مبرمجون على عبارات محددة فقط، يحكمهم الفراغ لأنهم لا يعلمون ماذا بعد إسقاط النظام ؟ بل وهم فقط ينتظرون فتوى أخرى من الزنداني لكي ينسحبوا من الاعتصامات إذا هم قلة تابعه لخيارات الآخرين، ولأنهم كذلك لن نسمح لهم بمزيد من الفتنة والتمزق التي تقودنا إلى لانهيار في الاقتصاد والبنى التحتية وهذا ما سنمنعه بكل ما أوتينا من قوة.