ما من خطوةٍ تعتمد على عنصر المفاجأة إلا وكانت ردّة الفعل أكبر من ذات الخطوة.. إذ يبني الساسة موقفهم على ثمن التبعية بعيداً عن حسابات الواقع ومتغيراته المدهشة للجميع. وطالما يقف الباطل ضدك فاعلم أنك في الطريق الصحيح.. لأنك بفعلك المخالف لحساباتهم قد أربكت خطط السنوات، ومحفوظات الوصاية، وألهمت نفسك ومن حولك أنكم تستطيعون أن تكونوا حدثاً إيجابياً.. لو آمنتم - ولو لبعض الوقت - بضرورة تحرّركم من التبعية وثمنها الرديء. وللضرورات أحكامها، وللزيغ قيدهُ ، وللميوعة صفعة تُعيد توازن طرقاتها.. وأسوأ ما في العمل السياسي هو استمرارية اللؤم وقبض الثمن للغائب المستفيد منك دماً ووطناً ومالاً لا تدرك قيمته إلا بعد فوات الأوان. لهذا لا حلّ لإشكالاتنا الوطنية إلا في إطار البيت اليمني، ولا مانع من الاستفادة من تجارب الجيران والأصدقاء.. لكن بطريقتنا نحن لا بطريقتهم.. وبحسابات وأبعاد مصالح وطننا لا وفق مصالحهم مهما تعددت أسبابها التي قد تبدو منطقية أحياناً.. لكنها في حقيقتها كلمة حق يُراد بها باطل.