الشعوب العربيّة تقوم على فكرة الاعتقاد والخرافة بعيداً عن إعمال العقل وتتويجه بالعمل الدؤوب للخروج من تحت قبضة الأهواء بأشكالها المتعددة بدءاً من العقائد الدينية السقيمة.. وحتى الهوَس القبليّ الآتي من غبار النزاعات الحمقاء المستندة على الجهل والتخلّف والتبعيّة المقيتة. وفي كلّ الأحوال.. وإن كنّا نؤمن بوجود المخطط الكبير لتعرية الشرق الأوسط من أيّ لباسٍ نخبويّ يقيه صقيع الصهيو أمريكية ولهب حداثتها الزائفة القائمة على احتلال الشعوب عبر أدواتها من الداخل.. فإننا على يقينٍ تام بأنّ الله «يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن» .. وهنا مربط الفرس. ومن هنا تأتي الحاجة الماسّة لوجود مسئول حقيقيّ.. لا يخضع إلا للقانون بشقِّهِ الحازم في بلدٍ موبوء بالمكايدات ومكتظاً بالنعرات والفوضى اللا أخلاقية التي تُغذّيها الأفكار المتأسلمة كأبشع ما يكون. لهذا كان لا بد لليمن من مسئول لا يؤمن بالقبيلة وجشعها.. ولا بإيدلوجية تفريخ الأحقاد وزيفها.. ولا بميوعة الأفكار اليسارية القائمة على تأثيث الفراغ بإفراغ الهويّة أو تماهيها حسب المصلحة.. نحتاج لمسئول لا يفقه إلا لغة النظام ويتعبّد هواجسه من خلالها, في حزمٍ يبعث على الطمأنينة.. ولينٍ لا يكاد أن يُرى إلا لتمرير دفعة جديدة من أُسس الانضباط وطرائق مكافحة الجرذان المتفيقهة على حساب مصلحة المجتمع. اليمن لا تريد فكراً إقصائياً ليحكمها.. أو ثمرة «فوضى خلاّقة» تستشري نتانتها في أرجاء البلاد .. أو تدخّلٍ سافرٍ يُفسدُ ما تبقّى من أخلاقها الهشّة. ولعلّ ما مرّ به اليمن من بؤسٍ أكلَ قيمته المادية والمعنوية منذ عام 2011م وتحديداً منذ سقطت أحلام الشباب في مستنقع الخِبرة الإيدلوجية العسكرية لمن يفقهون جيداً قيمة الأخذ والإستحواذ .. ولا يعنيهم البتّة القيمة المُثلى للعطاء. ولأنّ هذا الوطن الذي تكالبت عليه الهموم حدّ البِغاء السياسي.. وحدّ العفن اللا أخلاقي .. لم يعد قادراً على استعادة رأسه ليبصر طريقه صوب سوق الحياة .. فإنه أصبح وأمسى بحاجةٍ أكيدة لدكتاتورٍ لديه ما يكفي من أكسجين القوّة لاتّقاء غبار الفوضى واختناقات الدهاليز الايدلوجية.. بالإضافة لوعيه الكامل بالتفرّد وفق الطمأنينة المجتمعية في فطرتها .. خصوصاً بعد سقوط نظريّة الشراكة السياسية كاللقاء المشترك في حضيض التقاسم الرديء والمحاصصة التي دمّرت أحلام شعبٍ عظيم. [email protected]