كل يومٍ يحصد الوجع مبدعين لا علاقة لهم بتصدير الوجع لغيرهم .. لكنهم يدفعون الثمن من أرواحهم وفي أجسادهم أو في أهاليهم وأحب الناس إلى قلوبهم المرهفة العليلة. ما دفعني للكتابة اليوم حول السرطان كمرض حقيقي يغتال الإبداع وأهله هو حجم الكآبة التي رأيتها على وجه الشاعر المعروف محمد الشامي .. وهو يتخبّط في طريقه باحثاً عن مصدر علاج لزوجته وأم أطفاله وهي تحتضر في تفشّي السرطان بجسدها .. ولا يدري أين سيمضي بآخر آماله .. فاتحاد الأدباء مشغول بالمكايدات .. ووزارة الثقافة عاجزة عن القيام بدورها .. وأهل الخير كلٌ في همومه وانشغالاته .. ووحده من يعاني هذا المرض الخبيث يدفع ثمن المأساة. والعجيب – وتلك أقدار الله – أن يحصد هذا الوحش الضاري الكثير من المبدعين اليمنيين سواء وهو يدمر أرواحهم حزناً على شركاء حياتهم الذين قضوا تحت نهش السرطان أو وهو ينهش أجسادهم دون هوادة .. وينهش ما تبقّى من أحلامهم التي رصدوا مجتمعاتهم وتباشير الآمال فيها من خلال نتاجاتهم الأدبية الممتلئة وجعاً لا نظير له. يؤلمني ويؤلم كل من لا يملك دعماً حقيقياً واقعياً ما يعتري المشهد الإبداعي من أحزانٍ تترى ولا منقذ لها رغم ما نراه ونشهده من تبذيرٍ للأموال هنا وهناك بيد من لا يملكون رادعاً أخلاقيًّا للقيام بواجبهم تجاه هذه الشريحة الواسعة والتي هي انعكاس لواقع المجتمع المغلوب على أمره. أملي كبير في أن يجد الشاعر الشامي متسعاً من الأمل للحاق بعلاج شريكة حياته قبل أن يفقدها كما عانى وفقد المبدع العزيز علي جاحز زوجته من قبل .. وكما فقدنا من قبل المبدع محمد الجبلي تحت كارثة هذا المرض الخبيث .. وكما لا نرجوه للشاعر الطريح حالياً على فراشه خليل المهنا .. والقائمة تطول ولا تسعفني هذه العجالة في ذكر أسمائهم جميعاً .. فتضامنوا يا أرباب الكلمة .. والله المستعان. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك