في أمسية أدبية شعرية (إنشادية- روحانية) امتزجت طقوسها بألق الجمال وعانقت لحظاتها سمو روعة الإبداع .. وعطرت بهوها المكان أمزاناً من ندى الروحانية.. وروت قطراتها مساءات قلوب عطشى، وجدت نفسها في حضرة أمسية (جمعت الحاضرين بين لهيب الجمر وشذى الياسمين) التشفوها عشقاً ونبيذاً، احتضنت مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون مساء اليوم السبت بصنعاء،أمسية شعرية وإنشادية استضافت فيها الشاعر والمنشد المبدع المعروف/عبد الرحمن العِمري. وصدح الشاعر بمجموعة من الأناشيد المتنوعة تنوعت بين الروحانية والصفاء وبين المناجاة والجمال والعشق، أستهلها بأنشودة (الصلاة على النبي المصطفى) وختمها بعدد من الأناشيد المختلفة. كما أعقبت الأمسية الإنشادية إلقاء عدد من القصائد بصوت الشعراء الذين عادوا مؤخراً من الجزائر بعد مشاركتهم في احتفالات الجزائر عاصمة للثقافة العربية2007م. فقد ألقى كلا من الشعراء إسماعيل مخاوي ، فيصل البريهي، على جاحز، فائز البخاري وعدد آخر باقات من إبداعاتهم المتنوعة. وفي الأمسية التي حضرها عدد من المبدعين دعا الأستاذ عبد السلام عثمان- مدير عام مؤسسة الإبداع- كافة المؤسسات الرسمية والأهلية والثقافية منها إلى استيعاب وتشجيع كافة المواهب والإبداعات، مشيداً في تصريح خاص ل"نبأ نيوز" بالمبدع والمنشد عبد الرحمن العِمري، منشداً وشاعراً وملحناً ولغوياً، وبما قدمه في مسيرته الابداعية. وقال: أنه أستطاع من خلال صوته الشجي أن يأسر الألباب ويشنف آذان الحاضرين اليوم أو عبر أثير الإذاعات المحلية والفضائية اليمنية بصوته، بما لم يستطع أن ينافسه صوت آخر بروعة وأداء صوته الشجي، مؤكداً أن مؤسسة الإبداع ستظل- وكما عهدت كل المبدعين دون استثناء- تولي كافة الإبداعات والمواهب اهتماماً في حدود إمكانياتها المتاحة. وفي ذات السياق آثر الشاعر عبد المجيد التركي أن يطل في حديثه عن المبدع العمري، مستهلاً حديثه قائلاً: عبد الرحمن العمري.. هكذا دون أي ألقاب لأنه أكثر وأكثر..لا أقول إنه واحدٌ من ألمع المنشدين اليمنيين..لأنه ألمعهم على الإطلاق. وأضاف التركي: عبد الرحمن صوتٌ شجي يتنزل من معارج علوية مليئاً بالشجن الغامض والحزن النبيل الذي يسمو بالنفس إلى أسمى مراتبها.. صوتٌ يصهر ضمائرنا الصدئة ويعيدها إلى جوهرها - كالنار تماماً.. صوت يسري في شراييننا كما يملأنا بشجنٍ غريبٍ .. يجعلنا نشعر أننا لا نُمت إلى هذا الكوكب بصِلة.. وبصوته يصيب مداركنا بعُسر هضم.. ربما لاعتيادنا المزمن على القشور الصافية على سطح الساحة التي يتباهى فيها البعض بالطعن والنزال!! وأختتم التركي إطلالته عن العمري : جديد كالشمس .. قديمٌ كالماء ..غريبٌ كالمطر.. وحيدٌ كالموت.. كل هذه الحقائق جعلت منه أسطورة غابرة وحلماً مجنونً، رغم مشروعية الحلم وضرورة الأسطورة. أما الشاعر على أحمد جاحز فقد وصف الشاعر العمري عبر إطلالة أخرى ب"المعجزة معتبراً إياه ليس واحداً من المنشدين وحسب، بل معجزة النشيد صوتاً وأداءاً. وقال جاحز: ولا نبالغ حين نقول أنه طفرة حقيقية طرأت على ساحة الإنشاد اليمني وصوته يقول ها أنا لا يشبهني إلا أنا .. وهاهو يقدم العمري نفسه كمتفرد ومتميز صوتاً ومقاماً ومقاساً وصدقاً يدهش بقوة اللغة وروح المبدع. يشار إلى أن المنشد العمري بدأ الإنشاد والظهور على التليفزيون في 1985م/، وشارك في المهرجان اليمني الذي أقيم في بريطانيا عام 1996م، وشارك مع فرقة صيرة للفنون في إيطاليا عام1998م، وشارك في الليالي الرمضانية التي تقيمها دار الأوبرا المصرية بالقاهرة عام 1997م.. وقد لقي العمري صدىً عربياً واسعاً /شاعرٌ وملحنٌ ولغويٌ قدي / يكتب الشعر الفصيح منذ الثمانينات، وله ديوان في مرحلة الإعداد للطبع؛ ويجيد أداء الألوان الإنشادية العربية والمواويل الشامية إضافة إلى الموشحات الأندلسية.